نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 219
وفيه دلالة واضحة على صحة ما نقول من أن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، إنما يلزم فرضهما المرء المسلم على قدر طاقته ، وعند أمانه على نفسه ، أن ينال منها ما لا قبل لها به ، فأما مع الخوف عليها أن تنال بما لا قبل لها به ، فموضوع عنها فرض ذلك ، إلا النكير بالقلب . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما تحين لكسر الصنم الذي كان فوق الكعبة ، وقت الخلوة من عبدته ، ومن يحضره لتعظيمه ، كراهة أن ينالوه بمكروه في نفسه ، لو حاول كسره بمحضر منهم ، أو أن يحولوا بينه وبين ما يحاول من ذلك ، ثم لم يقف بعد كسره إياه بموضعه ، ولكنه أسرع السعي منه إلى حيث يأمن على نفسه أذاهم ، وأن يعملوا أنه الذي ولى كسره ، أو كان الذي سبب كسره [1] . وهناك حديث لا ضرر ولا ضرار ، وحديث رفع عن أمتي تسعة أشياء : الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطروا إليه ، والطيرة ، والحسد ، والوسوسة في الخلق ، وقول الرسول الأعظم وما اضطروا إليه صريح الدلالة على أن الضرورات تبيح المحظورات [2] . وقال الإمام الغزالي ( 450 ه / 1059 م - 505 ه / 1111 م ) في موسوعته إحياء علوم الدين ( باب ما رخص فيه من الكذب ) : أن عصمة دم المسلم واجبة ، فمهما كان في الصدق سفك دم امرئ مسلم ، قد اختفى من ظالم ، فالكذب فيه واجب ، ومهما كان لا يتم مقصود الحرب ، أو إصلاح ذات البين ، أو استمالة قلب المجني عليه ، إلا بكذب ، فالكذب مباح ، إلا أنه ينبغي أن يحترز منه ما أمكن ، لأنه إذا فتح باب الكذب على نفسه ، فيخشى أن يتداعى إلى ما لا
[1] مسند الإمام علي بن أبي طالب ص 242 - 243 . [2] محمد جواد مغنية : الشيعة في الميزان ص 50 .
219
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 219