نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 160
فما ذنب عمر ، لا أبا لكم ، أتدرون ما مثلكم ، قالوا : لا ندري ، قال : ولكن العقيلي يدري ، ثم قال : ما تقول يا رجل ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، كما قال الأول : - دعيتم إلى أمر فلما عجزتم * تناوله من لا يداخله عجز فلما رأيتم ذاك أبدت نفوسكم * نداما " ، وهل يغني من القدر الحذر فقال عمر : أحسنت وأوصبت ، فقل ما سألتك عنه ، قال : يا أمير المؤمنين ، بر قسمه ، ولم تطلق امرأته ، قال : وأني علمت ذلك . قال : أنشدتك الله يا أمير المؤمنين ، ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لفاطمة عليها السلام - وهو عندها في بيتها عائد لها - يا بنية ما علتك ؟ قالت : الوعك يا أبتاه - وكان علي غائبا " في بعض حوائج النبي صلى الله عليه وسلم - فقال لها : أتشتهين شيئا " ؟ قالت : نعم أشتهي عنبا " - وأنا أعلم أنه عزيز ، وليس وقت عنب - فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله قادر على أن يجيئنا به ، ثم قال : اللهم ائتنا به مع أفضل أمتي عندك منزلة . فطرق علي الباب ، ودخل ومعه مكتل ، وقد ألقى عليه طرف ردائه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا علي ؟ قال : عنب التمسته لفاطمة ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، اللهم كما سررتني بأن خصصت عليا " بدعوتي ، فاجعل فيه شفاء بنيتي ، ثم قال : كلي على اسم الله يا بنية فأكلت ، وما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى استقلت وبرأت . فقال عمر : صدقت وبررت ، أشهد لقد سمعته ووعيته ، يا رجل ، خذ بيد امرأتك ، فإن عرض لك أبوها ، فأهشم أنفه ، ثم قال : يا بني عبد مناف ، والله ما نجهل ما يعلم غيرنا ، ولا بنا عمي في ديننا ، ولكنا كما قال الأول : - تصيدت الدنيا رجالا " بفخها * فلم يدركوا خيرا " بل استقبحوا الشرا وأعماهم حب الغنى وأصمهم * فلم يدركوا إلا الخسارة والوزرا قيل : فكأنما ألقم بني أمية حجرا " ومضى الرجل بامرأته .
160
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 160