responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 147


وقامت دولة بني العباس ( 132 - 156 ه‌ / 750 - 1258 م ) ، وقد شارك في إقامتها أبناء فارس ، وكان الظن ببني العباس أن يكونوا أقرب إلى الخلافة منهم إلى الملك العضوض ، وخاصة فيما يتصل بآل البيت ، وخابت الظنون خيبة ملأت من اليأس النفوس ، وأو قرت الصدور حقدا " آنفا " ، إلى حقد قديم ، فمضى الملك العضوض في دولة بني العباس على الطريق نفسها ، التي استنها الملك العضوض في دولة بني أمية ، وراح الخلفاء في هذه الدولة يركبون متون الظنون إلى كل عظيمة ، تتصل بالرعية التي أصابها الحرمان في كل مقدس ، وفي ذروة ذلك كله ، الأمن والطمأنينة ، ووحدة الكلمة .
ومهما يكن هذا السلوك مصيبا " أو مخطئا " ، ومثوبا " أو خاطئا " - على ما يختلف في ذلك المؤرخون - فليس هاهنا موضع الحكم عليه ، ولا القضاء فيه ، وكل ما نريد أن نقول هو : أن الحقد يذكر بالحقد ، والشر يغري بالشر والمطامع عدوي .
ولما رأى المسلمون - من غير العرب - أن بني العباس كانوا يصدرون فيما يأخذون ، أو يدعون ، مع أبناء عمومتهم ، عن عصبية قبلية ، أو عن أهواء ذاتة راح زعماؤهم يفكرون في الحصول على السلطان ، ولو أفضى ذلك إلى تقويض دولة بني العباس .
ولم يكن من اليسير أن تدعو أية عصبية غير عربية إلى نفسها ، دعوة صريحة ، فاتخذوا من آل البيت وسيلة إلى غايات بعيدة المدى ، كثيفة الحجاب ، والتف من حول هذه الدعوات كثيرون ، بعضهم يدفعه إلى ذلك حب آل البيت ، ورغبة في الانتصاف لهم ، وبعضهم يدفعه حقد دفين ، وغيظ كظيم ، فهاجت الفتن هياجا " شديدا " ، واستوعبت كثيرا " من أهل السياسة ، وأهل العلم ، فضلا " عن الأدباء والشعراء .
وفي نفس الوقت كانت الدولة العباسية تخبط خبط عشواء ، فحينا " تصادف حقا " ، وأحيانا " تواقع باطلا " ، حتى انتكث فتلها ، وأجهز عليها عملها ، وقامت

147

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست