نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 148
الدويلات تتحداها في أكثر من موضع ، ولم يزل الأمر على ذلك ، حتى استقرت الخلافة في تركيا في آل عثمان ، وكانت هذه آخر مراحلها ، وفيها لفظت آخر أنفاسها [1] ، في الثاني والعشرين من رجب سنة 1342 ه ، الموافق الثالث من شهر مارس سنة 1924 م ، عندما أعلن مصطفى كمال أتاتورك ( 1298 - 1351 ه / 1880 - 1938 م ) إلغاء نظام الخلافة نهائيا " ، والتي استمرت أكثر من أربعة قرون ، وخلا العالم الإسلامي - وللمرة الأولى في تاريخه - ممن يحمل لقب الخليفة ، أو حتى سلطان المسلمين . 2 - وأما العصبية المذهبية : فلقد انقسم المسلمون إلى مذاهب ثلاثة : أهل السنة والشيعة والخوارج . فأما مذهب أهل السنة : فخصيصته تظهر في أمرين ، أولهما : ترتيب الخلفاء الراشدين من الفضل حسب ترتيبهم في الولاية ، فهم في الذكر والفضل معا " على هذا الترتيب : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . وثاني الأمرين : أن ما وقع من السلف الصالح من قتال ، إنما كان الدافع إليه الاجتهاد ، وبذل الوسع في طلب الحق . 2 - وأما مذهب الشيعة : فهو مذهب الذين يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويوالونهم من أتباع أمير المؤمنين سيدنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - وابنيه - الإمام الحسن والإمام الحسين ، عليهم السلام - . والصورة المجملة لمذهب الشيعة - كما سنرى - أن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر الأمة ، بل هي ركن الدين ، وقاعدة الإسلام ، وفي رأيهم أنه لا يجوز أن يغفل النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا الركن ، ولا أن