نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 136
هذا فضلا " عن أن معاوية بن أبي سفيان نفسه ، إنما كان يقول عن نفسه أنا أول الملوك ، هذا فضلا " عن أن الجملة التي ينسبها أنصار معاوية و مريدوه إلى عبد الله بن عباس ، على أنها مديح لمعاوية . لا تعدو وصفه بالملك ، وليس الخليفة ، وهي قوله : ما رأيت رجلا " كان أخلق بالملك من معاوية [1] . أضف إلى ذلك كله ، أن القاضي أبا بكر بن العربي ( 468 - 543 ه ) ، والذي كتب كتابه العواصم من القواصم للدفاع عن معاوية وبني أمية ، إنما يتحدث فيه عن مراتب الولاية ، على أنها : خلافة ثم ملك ، فتكون ولاية الخلافة للأربعة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) ، وتكون ولاية الملك لابتداء معاوية [2] . وعلى أية حال ، فإن المؤرخين إنما يذهبون إلى أن معاوية بن أبي سفيان إنما قد أحاط نفسه بكل مظاهر الملك ، فقد لازم الخلافة الإسلامية في عهده طابع سياسي ، أكثر منه دينيا " ، وأصبحت كلمة ملك - بمعنى الحاكم المطلق ( أوتوقراطي ) - يطلقها المؤرخون عليه ، وعلى خلفائه من حكام بني أمية ، وهو نفسه الذي قال : أنا أول الملوك . وقد استحدث معاوية أمورا " لم تعرفها من قبل خلافة الراشدين ، فبنى لنفسه قصرا " في دمشق سماه الخضراء ، وهو قصر ضخم ، أراد به معاوية أن ينافس قصور الرومان ، وكان أبو ذر الغفاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ينكر على معاوية أمورا " كثيرة ، قال أبو ذر : لقد حدثت أعمالا " لا أعرفها ، والله ما هي في كتاب ، ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله إني لأرى حقا " يطفأ ، وباطلا " يحيا ، وصادقا " مكذبا " ، وأثرة بغير تقى . وأراد معاوية أن يتلطف إلى أبي ذر ، ويتقرب إليه ، فدعاه إلى قصره
[1] ابن تيمية : المنتقى من منهاج الاعتدال ص 231 . [2] القاضي أبو بكر بن العربي المالكي : العواصم عن القواصم - حققه محب الدين الخطيب - خرج أحاديثه محمود مهدي الاستانبولي ص 215 ( دار الكتب السفية - القاهرة 1405 ه ) .
136
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 136