نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 135
وهكذا يتفق العلماء على أنه لم يكن في الثلاثين سنة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم ، من بعده للخلافة ، إلا الخلفاء الراشدون الأربعة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) ، وكملت الثلاثون سنة بخلافة الإمام الحسن بن علي ، المدة التي مكث فيها خليفة حق ، وإمام عدل ، تحقيقا " لما أخبر به جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بقوله الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ومن ثم فقد كانت خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب ، منصوصا " عليها ، وإن كانت محدودة الأجل . ثم يبدأ - بعد الحسن بن علي - الملك العضوض ب " معاوية بن أبي سفيان " ( 40 - 60 ه / 660 - 680 م ) فلقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن جمهان قال : لسفينة ( مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال : كذب بنو الزرقاء ، بل هم ملوك ، ومن أشد الملوك ، وأولهم معاوية . هذا ويسمى شيخ الإسلام ابن تيمية معاوية بن أبي سفيان بالملك ، فيقول في كتابه منهاج السنة : لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيرا " من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا " منهم في زمن معاوية [1] . هذا وقد أشرنا آنفا " إلى رواية الحافظ ابن كثير ، والتي يفرق فيها بين عهد الإمام الحسن بن علي وعهد معاوية بن أبي سفيان ، فسمي عهد الأول خلافة ، وعهد الثاني ملكا " ، فقال : وقد مدحه ( أي الإمام الحسن ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على صنيعه ، وهو ترك الدنيا الفانية ، ورغبته في الآخرة الباقية ، وحقنه دماء هذه الأمة ، فنزل عن الخلافة ، وجعل الملك بيد معاوية [2] .
[1] ابن تيمية : المنتقى من منهاج الاعتدال ص 231 ( مختصر منهاج السنة للحافظ الذهبي - مكتبة دار البيان - دمشق 1374 ه ) . [2] الحافظ ابن كثير : البداية والنهاية 8 / 18 .
135
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 135