نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 402
علي ، روى ابن الأثير بسنده عن سويد بن غفلة قال : مررت بقوم من الشيعة يشتمون أبا بكر وعمر ، وينتقصونهما ، فأتيت علي بن أبي طالب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني مررت بقوم من الشيعة يشتمون أبا بكر وعمر وينتقصونهما ، ولولا أنهم يعلمون أنك تضمر لهما على ذلك لما اجترؤوا عليه ، فقال علي : معاذ الله أن أضمر لهما إلا على الجميل ، ألا لعنة الله على من يضمر لهما إلا الحسن [1] . سابعا " : في أعقاب مأساة كربلاء : لا ريب في أن استشهاد مولانا الإمام الحسين وآل بيته الطاهرين المطهرين في كربلاء ( في العاشر من المحرم عام 61 ه = العاشر من أكتوبر عام 680 م ) إنما هو يوم من أخطر الأيام في تاريخ البشرية جمعاء - وليس في تاريخ العرب والإسلام فحسب - ففي هذا اليوم الكئيب كانت مذبحة كربلاء التي لم ير المسلمون لها مثيلا " - بل لم ير لها تاريخ البشرية كله مثيلا " - فما حدثنا التاريخ أبدا " ، أن أمة من الأمم آمنت بنبيها وأحبته ، وعملت بكتاب الله وسنة نبيها ، كما عمل المسلمون على أيام الراشدين ، ثم شاءت إرادة الله أن تجعل منهم - بفضل الله وببركة نبيه - سادة العالم المعروف وقت ذاك ، ذلك العالم الذي لم يكن - قبل الإسلام - يعترف بوجودهم ، أو يقيم لهم وزنا " إلا يكونوا خدما " له ، وحرسا " على قومهم ، حتى كان العربي يقتل أخاه العربي ، ابتغاء مرضاة الفرس أو الروم ، حين اتخذ الفرس قبائل من العرب - عرفوا باللخميين أو المناذرة - واتخذ الروم قبائل من بني غسان ، أعوانا " لكل منهم ضد الآخرين [2] . ومع ذلك ، ففي هذا اليوم المنكود ، قام جيش اللئام - على أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - بمذبحة مروعة ، قتل فيها سيدنا الإمام الحسين ، وقتل
[1] أسد الغابة 4 / 164 ، وانظر 4 / 166 - 167 . [2] أنظر عن المناذرة والغساسنة ( محمد بيومي مهران : تاريخ العرب القديم - ط ثامنة - الإسكندرية 1990 ص 561 - 625 ) .
402
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 402