نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 373
استحقاقه على غيره ، ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك و أسفوا له ، مثل الزبير وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وغيرهم ، إلا أن القوم لرسوخ قدمهم في الدين ، وحرصهم على الألفة ، لم يزيدوا في ذلك وعلى النجوى بالتأفف والأسف [1] . رابعا " : منذ أخريات أيام عثمان : يميل كثير من كتاب الفرق والباحثين المحدثين إلى أن يرجعوا بداية التشيع إلى أواخر عهد عثمان ، أو إلى حركة ابن سبأ بتعبير أدق ، فأبو الحسن الملطي ، حينما يذكر الاثني عشرة فرقة من أهل الضلال الرافضة الملقبين بالإمامية ، إنما يجعل السبئية على رأسهم ، دونما أدنى تفرقة في الحكم بينهم وبين الإمامية ، فكلهم - في زعمه - روافض ملحدون ، ومنشأ التشيع من ابن سبأ [2] . هذا ويذهب الأستاذ الدكتور النشار بعيدا " ، حيث يرى أن اليهود إنما هم مؤسسو العقيدة الشيعية الغالية الحقيقيين ، فقد دخل بعض أحبارهم - أو كهانهم - في الإسلام ، وتقدموا إلى العالم الإسلامي ، منتهزين إبعاد علي عن الخلافة ، بفكرة الإمام المعصوم ، أو خاتم الأوصياء ، وتكاد تجمع كتب العقائد الإسلامية على أن عبد الله بن سبأ - وهو أول من دعا إلى فكرة القداسة التي نسبت إلى علي - كان يهوديا " . ويؤكد الدكتور النشار أن الفكرة التي تقول إن الإمام علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - إنما هو صاحب الحق الأول في الخلافة ، لم تظهر إلا على أيام عثمان ، على يد عبد الله بن سبأ ، والذي كان يمثل تبارا " باطنيا " من
[1] تاريخ ابن خلدون 3 / 364 - 365 . [2] أحمد صبحي : نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثني عشرية ص 35 ( القاهرة 1969 ) ، أبو الحسين الملطي : التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص 25 .
373
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 373