فرض كفاية [1] كصلاة الجنازة ورد التحية وهو ما يوضح بذاته منزلة هذا المنصب الخطير في فكرهم السياسي . أما الدليل على أنها فرض كفاية ، فليس عندهم غير إجماع الصحابة ، دون نص من كتاب أو سنة . ولست أبغي - في هذا المجال الضيق - استقصاء آراء الأصوليين في هذه النقطة ، وهل يتقرر الفرض فرضا بإجماع الصحابة فعلا أو قولا أو تقريرا ، وأسأل : إذا كان الصحابة رضوان الله عليهم قد شعروا بخطورة هذا المنصب وأهميته فأجمعوا على ضرورة إيجاده - وهذا كله عملية عقلية محضة ناتجة عن إعمال العقل والفكر في غياب النص - فهل يتوقع منهم كمال العقل وإدراك حاجة الدولة ونظامها ، ولا يتوقع ذلك من الله ورسوله وهو الذي نص على أن الدين قد اكتمل ، والكتاب قد تم ( اليوم أكملت لكم دينكم ) المائدة - 3 ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) الأنعام - 38 .
[1] الأحكام السلطانية للماوردي ص 3 طبع المطبعة المحمودية مصر بدون تاريخ ، الأحكام السلطانية لأبي يعلى الحنبلي ص 3 ، مصر 1938 ، المقدمة لابن خلدون ص 191 ، لبنان ، الطبعة الخامسة 1984 .