نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 99
عثمان وسيرة الشيخين في الحكم من الواضح أن الخليفة عثمان قد حاد عن سيرة الشيخين والتي عقدت له الخلافة على أساس تعهده بالعمل بها ، وذلك بإعطائه لأقاربه المناصب الكبرى ، وبإغداقه عليهم الأموال من بيت مال المسلمين ، وبخصهم بامتيازات أخرى اعترض الناس عليها . ويضرب المودودي مثالا " لفداحة ما صنعه عثمان في هذا الأمر : ( ولنأخذ وضع مروان بن الحكم مثالا " : فقد أسلم أبوه الحكم بن العاص عم سيدنا عثمان ( رض ) في فتح مكة ، ثم قدم المدينة واستقر بها ، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه منها - بعد أن بدت منه بعض الأمور - وأمره بالإقامة في الطائف . وقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب أن من أسباب ذلك أن الحكم بن العاص كان يفشي المشاورات التي كانت تتم سرا " بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأكابر الصحابة والتي كان يسمعها بطريقة أو بأخرى وثاني الأسباب أنه كان يقلد الرسول حتى رآه ذات مرة وهو يفعل ذلك . وعلى أي حال ، فلا بد أنه ارتكب ذنبا " كبيرا " أصدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أساسه أمرا " بإخراجه من المدينة ، وكان مروان وقتئذ في الثامنة من عمره فسكن الطائف مع أبيه ، ولما تولى الخلافة كل من أبي بكر وعمر كان يلتمس في كل مرة منهما السماح بالعودة إلى المدينة ورفضا . ولما تولى عثمان ( رض ) الخلافة أعاده المدينة . . . فكان صعبا " على الناس أن يصدقوا أن ابن هذا الشخص الذي أخطأ في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون أهلا " لأن يصبح معاون الخليفة من دون أكابر الصحابة ( رضوان الله عليهم ) ، خاصة إذا كان الوالد المذنب على قيد الحياة وله قدر من النفوذ على أمور الدولة عن طريق ابنه ) [1] . وبقي الحكم بن العاص حيا " حتى آخر عهد عثمان وتوفي سنة 32 هجرية .
[1] المودودي : الخلافة والملك ، ( تقريب أحمد إدريس ) ، ص 66 - 67 .
99
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 99