نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 98
ولاية بلاد الشام كلها ، حيث كانت هذه المنطقة من الناحية العسكرية أهم مناطق الدولة الإسلامية ، لأنها كانت بمثابة السد العازل ، بمقدور حاكمها أن يعزل الولايات الشرقية عن الغربية ، وقد تربع معاوية على سدتها مدة طويلة حتى استقرت جذوره فيها لدرجة جعلته يشعر أن بمقدوره الاستقلال عن العاصمة المركزية ، بل ومحاربتها كما حصل فعلا " زمان خلافة علي . وبهذه التعيينات يكون عثمان قد وضع البذور لدولة أموية ، أو كما وصف العلامة أبو الأعلى المودودي بأن عهد عثمان كان بداية التحول من الخلافة الراشدة إلى الملك ، وأنه لم تكن هناك حجة كافية لأن تخضع الدولة كلها من خراسان شرقا " إلى شمال إفريقيا غربا " لحكام من بيت واحد [1] . وفي شرحه لتركيبة العائلة الأموية ، يقول المودودي : ( إن أفراد هذه العائلة الذين ارتقوا في عهد عثمان كانوا جميعا " من الطلقاء . والمراد بالطلقاء تلك البيوت المكية التي ظلت إلى آخر وقت معادية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وللدولة الإسلامية ، فعفا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنهم بعد فتح مكة ودخلوا في الإسلام . ومعاوية ، والوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم كانوا من تلك البيوت التي أعطيت الأمان وعفا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنهم . أما عبد الله بن أبي سرح فقد ارتد بعد إسلامه ، وكان واحدا " من الذين أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقتلهم حتى ولو وجدوا تحت أستار الكعبة . وبالطبع ما من أحد يقبل أن يعزل السابقون الأولون الذين خاطروا بأرواحهم في سبيل رفعة الإسلام فارتفع لواء الدين بتضحياتهم ، وأن يحكم الأمة بدلا " منهم مثل هؤلاء الناس الذين لم يكونوا يصلحون لتولي زعامة المسلمين . . . وهم يقفون في آخر صفوف الصحابة والتابعين لا في أولها ) [2] .
[1] المودودي ، الخلافة والملك ( تعريب أحمد إدريس ) ، ص 65 . [2] المصدر السابق ، ص 65 - 66 .
98
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 98