نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 53
أسألك أن تشرح لي صدري ، وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا " من أهلي علي بن أبي طالب أخي ، اشدد به أزري وأشركه في أمري ) [1] . ح - كان هارون المفضل عند موسى على جميع بني إسرائيل ليس لكونه أخاه ، وإنما لاتصافه بمزايا تؤهله للقيام بمهام الدعوة والتبليغ والاستخلاف ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ) [ الأعراف / 142 ] ولو لم يكن كذلك لاستحال اختياره . وهكذا فإن عليا " لا بد وأن يكون كذلك في الأفضلية لنيله واستحقاقه عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم المراتب نفسها التي كانت مستحقة لهارون عند موسى عليه السلام . ومن كل ما سبق ، فإن ما كان لهارون عند موسى عليه السلام من مراتب الوزارة ، والاستخلاف ، والشراكة ، والأفضلية تنتقل جميعها إلى علي عليه السلام كمراتب خاصة له باستثناء النبوة . ومن المعلوم أن هارون عليه السلام مات في حياة موسى ولو عاش بعده لكان خليفته ، وحل مكانه يوشع بن نون ( أو اليسع كما ذكر في القرآن ) [2] كوصي لموسى عليه السلام . وأما وجه الشبه بين علي ويوشع بن نون فهو كما ذكر المحقق السيد مرتضى العسكري : ( إن يوشع بن نون كان مع موسى في جبل ولم يعبد العجل ، وأمر الله نبيه موسى أن يعينه وصيا " من بعده لئلا تكون بني إسرائيل كالغنم بلا راع وكان الإمام علي مع النبي في غار حراء ، ولم يعبد صنما " قط وأمر الله نبيه في رجوعه من حجة الوداع أن يعينه بمسمع من الحجيج قائدا " للأمة بعده ، ولا يترك أمته هملا " ، وقد صدع بذلك
[1] الرياض النضرة ، ج 2 ، ص 163 . [2] ( وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا " وكلا فضلنا على العالمين ) الأنعام : 86 ، ( واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار ) ص : 48 .
53
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 53