نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 34
من يخلف النبي عليه السلام ، وإنما يرون أن هذا الأمر قد أوكل إلى الصحابة ابتداء ، وإلى الناس في كل عصر ليختاروا أولياء أمورهم استنادا " إلى قوله تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) [ الشورى / 38 ] . ويستنتج من كل ذلك ، أن الخلافة والإمامة في جوهرها منصب سياسي وتنفيذي لتطبيق حدود الشريعة ، وحفظ مصالح العباد ومحاربة الأعداء . ولا تقع على عاتق هذا المنصب مسؤولية حفظ الدين أو تفسير ما غمض من حقائقه ، أو تبيان حدوده وتوضيح معالمه وغير ذلك من الأمور المتعلقة بفهم الشريعة وتفهيمها . وأما قول علماء أهل السنة بتحمل الخليفة مسؤولية حراسة الدين ، فإنما يقصد من ذلك الدفاع عن وجود الدين ضد أي تهديد سياسي أو عسكري قد يستهدف اجتثاثه أو الإطاحة بالنظام الحاكم ، وهو بذلك دفاع عن المجتمع الإسلامي ، أو الحكومة الإسلامية ضد أي خطر داخلي أو خارجي ليس إلا . عند الشيعة يعطي الشيعة لمنصب الخلافة أو الإمامة دورا " أكثر - ( دينيا " ) - مما يعطيه أهل السنة ، وذلك لأنها تعتبر عندهم الخلافة الإلهية في الأرض ، ومهمة الإمام الأساسية استخلاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة . فالإمام هو الذي يفسر لهم القرآن ، ويبين لهم المعارف والأحكام ويشرح لهم مقاصد الشريعة ، ويصون الدين من التحريف والدس ، وله الولاية العامة على الناس في تدبير شؤونهم ومصالحهم ، وإقامة العدل بينهم وصيانتهم من التفرقة والاختلاف . فالإمامة بذلك تعد منصبا " إلهيا " ، واستمرارا " للنبوة في وظائفها باستثناء كل ما يتعلق بالوحي . وهي بهذا المفهوم أسمى من مجرد القيادة والزعامة في أمور السياسة والحكم ، ولا يمكن الوصول إليها عن طريق الشورى أو
34
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 34