نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 313
في الوقت نفسه ، ليس من المقبول أن يختار الناس قارئ العزاء في هذه الذكرى على أساس قدرته فقط على إبكاء الحضور على حساب الخطيب القادر على إبراز الدروس والعبر النافعة من هذه الحادثة . ففضلا " عن أن الإحياء بهذه الصورة هو حصر للقضية الحسينية في بعدها الشخصي العاطفي ، فإنه أيضا " يعطي صورة سلبية عن الدين لأنه يعبر عن مظهر من مظاهر الجهل والتخلف . وأما الدروس والعبر التي يؤكد العلماء على ضرورة الاستفادة منها من هذه القضية ، فهي التضحية في سبيل الرسالة والمبدأ ، والعمل في سبيل الله دون النظر إلى الأخطار الدافعة إلى الخوف كمبرر للتقاعس والتوقف عن خدمة الدين ، فعاشوراء ليست للدموع والبكاء ، وإنما هي للإسلام والرسالة . 4 - الجهل والتخلف في فهم القضايا الأخلاقية هناك العديد من المفاهيم الأخلاقية التي أخذها المسلمون على غير حقيقتها كمفاهيم الزهد ، والصبر ، والتوبة ، والتوكل ، وغيرها ، ونأخذ الزهد كمثال : فالإسلام في الحقيقة قد حث على الزهد ورغب فيه ، والزهد يطلق على ترك الإنسان لشئ يرغب فيه رغبة طبيعية ، أي أن هذه الصفة لا تطلق على المريض الراغب عن تناول الطعام بسبب فقدانه شهية الأكل . وهذا المفهوم السامي كغيره من المفاهيم العديدة التي تشوهت صورتها في أذهان المسلمين ، حتى أصبح الزهد مما ينفر منه ، لأنه يعني عندهم ترك الإنسان الدنيا ولذاتها من أجل التفرغ للعبادة . وهذا الفهم المنحرف قد تسرب إلى فكر المسلمين من المسيحية التي تفرق بين العمل الدنيوي والأخروي ، حيث تطلق هذه الديانة على كل ممارسة عملية للإنسان مع الطبيعة والحياة عملا " دنيويا " ، بينما أطلقت على الطقوس المعزولة عن كل ممارسة حياتية اسم العمل الأخروي . في حين أن الإسلام يعطي أي عمل أو نشاط للإنسان صفة الأخروية ويعده عبادة إذا كان مؤدى بنية التوجه والقرب من الله .
313
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 313