نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 312
3 ) الجهل والتخلف في فهم القضايا التاريخية كم هي القضايا المتعلقة بأحداث هامة في تاريخنا الإسلامي فهمت على غير حقيقتها ، وزورت تفاصيلها ، وشوهت صورتها حتى صارت كما نقلت إلينا وكأنها قضية مختلفة تماما " عن واقعها الأصلي . ونأخذ ثورة كربلاء كمثال : فبالرغم من الأهداف النبيلة لهذه الثورة الحسينية ، ودورها في إنقاذ الإسلام من ابتذال بني أمية وسطوتهم ، بكشف الغطاء عن وجههم الحقيقي المعادي للإسلام ، فإنها تعرضت للكثير من التحريفات والتشويهات من قبل كثير من أبناء الأمة على مر العصور . ففي جانب ، يرى بعضهم في الإمام الحسين الرجل المتسرع الذي يرمي نفسه إلى التهلكة ، ويرفض الاستماع إلى بعض النصائح في عدم الخروج عن طاعة ولي الأمر ( ! ) يزيد بن معاوية . ويلاحظ في هذا الجانب أيضا " اعتبار كثير من المسلمين يوم ذكرى استشهاد الحسين مناسبة سارة ، لا لمقتله عليه السلام ، وإنما بحجة أن يوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أنقذ الله سبحانه وتعالى فيه النبي موسى عليه السلام من بطش فرعون . ولذلك فإن الأمويين تفننوا في وضع المرويات التي فيها أخبار إنقاذ العديد من الأنبياء في هذا اليوم نفسه ، وثواب كبير لصائميه . وتجد بعض المسلمين في الهند وبنغلادش يحتفلون في العاشر من محرم بابتهاج وسرور كبير ، وكأنه عيد كبير من الأعياد ! وفي جانب آخر ، تحولت عاشوراء لمسلمين آخرين إلى ذكرى يجتمع فيها الناس لمجرد البكاء وضرب الصدور ، ظنا " منهم أن هذه هي الطريقة المثالية لمواساة الحسين وأهل البيت عليهم السلام في مصابهم . وبالرغم من والعلماء المسلمون - باستثناء الوهابيين - لا يحرمون البكاء على الإمام الحسين عليه السلام وغيره من شهداء الإسلام فضلا " عن أموات عموم الناس ، بل إن ذلك أمر يثاب فاعله عليه إذا كان البكاء بدافع الحب والحزن ، لا سيما عند تذكر الطريقة الوحشية التي ذبح بها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه . ولكنه
312
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 312