نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 314
وقد أوجز الإمام علي عليه السلام الزهد في حكمتين من القرآن : ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) [ الحديد / 23 ] . وفي الحديث الشريف : ( الزهد ليس أن لا تملك شيئا " ، وإنما أن لا يملكك شئ ) . ويرى الشهيد مطهري أن سبب حث الإسلام على الزهد لأن فيه تجسيدا " للإيثار ، ومواساة للفئة المحرومة ، والتحرر والانعتاق من قيود الشهوة والنهم وشح النفس وحب الادخار والجاه ونظائرها ، بالإضافة إلى أن الزهد يساعد على تذوق اللذات المعنوية لأن الانغماس التام في تلبية حاجات الجسد المادية يغلظ الحس ويضخمه [1] . وهو يستنكر الزهد الذي يعني الانفصال عن حياة الناس ، أو الامتناع عن اللذات الدنيوية ، فهو زهد لا روح فيه ، بل إن الإسلام ينفر من مثل هذا الزهد وأولئك الزهاد [2] . 5 - التخلف والجهل في القضايا السياسية من أكبر مظاهر جهل المسلمين وتخلفهم في هذا الجانب هو طاعتهم العمياء على مر العصور التي حكمت فيها دولة الخلافة ، وحتى في بعض البلدان بأيامنا هذه لحكام الجور ، بحجة عدم جواز الخروج عن طاعة أولياء الأمور حتى لو كانوا من الفجار والمجرمين . وقد بينا هذه الحالة في بند سابق . وسنتناول في هذه الزاوية حالة أناس موازية لأولئك المسلمين المؤمنين بالطاعة العمياء . ولكن باختلاف في التفاصيل . فقد وجد هناك بعض المسلمين ممن لا يؤمنون بطاعة حكام الجور ، ولكنهم مخدرون أيضا " لأنهم لا يؤمنون بوجوب إقامة الحكم الإسلامي في عصر غيبة الإمام المهدي المنتظر ، بل إن منهم من حرم السعي والتحرك لذلك . ومن الواضح
[1] مرتضى مطهري ، إحياء الفكر في الإسلام ، ص 43 - 46 . [2] مرتضى مطهري ، الحق والباطل ، ص 173 .
314
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 314