نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 311
وفي رواية ثالثة ، كان قول ابن عباس : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة من غير خوف ولا سفر . قال أبو الزبير : فسألت سعيدا " : لم فعل ذلك ، فقال : سألت ابن عباس كما سألتني ، فقال : أراد ألا يحرج أحدا " من أمته ) [1] . وقال رجل لابن عباس : الصلاة ! فسكت ابن عباس ، ثم قال : الصلاة ! فسكت ، ثم قال : الصلاة ! ثم قال [ له ابن عباس ] : لا أم لك ! أتعلمنا بالصلاة وكنا نجمع بالصلاتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) [2] . وينقل السيد سابق في كتاب ( فقه السنة ) [3] تحت عنوان الجمع للحاجة عن النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( ذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر لمن يتخذه عادة . وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك . وحكاه الخطابي عن القفال والشاشي الكبير من أصحاب الشافعي وعن أبي إسحاق المروزي ، وعن جماعة من أصحاب الحديث ، واختاره ابن المنذر ، ويؤيده قول ابن عباس : ( أراد ألا يحرج أمته ) . فلم يعلله بمرض ولا غيره ) [4] . وبالرغم من وضوح أدلة السنة النبوية على جواز الجمع بين الصلاتين في جميع الأحوال ، وتأييد غالبية فقهاء المسلمين لذلك ، إلا أن السائد عند أتباع المذاهب الأربعة هو عدم الجمع باستثناء حالات الضرورة القصوى ، الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام مرة أخرى إلى تيار التشدد والتعسير الذي تسرب بقوة إلى عبادات المسلمين ومعاملاتهم . ولا يخفى مدى أهمية وجود مثل هذه الرخصة ، ودورها في المحافظة على الصلوات ، لا سيما لدى أولئك المتثقلين من أدائها ( وما أكثرهم ! ) مفرقة في أوقاتها الخمسة .
[1] المصدر السابق ، ص 357 . [2] المصدر السابق ، ص 359 . [3] السيد سابق ، فقه السنة ، ج 1 ص 291 - 292 . [4] النووي في شرحه على صحيح مسلم ، ج 2 ص 359 .
311
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 311