نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 302
المسلمين في المملكة عن اللقب المعتاد للملوك صاحب الجلالة ، وجعل لقبه خادم الحرمين الشريفين . . . فتأمل أبعاد القرار ) [1] ! 4 - الخنوع والاستسلام لحكام الجور لعل من أبرز أسباب هذا الخنوع الغريب ، وحالة الانقياد التام للحكام الذي نراه سائدا " في غالبية البلاد الإسلامية هو تغلغل بعض الأفكار وترسخها في نفوس المسلمين وعقولهم ، حيث كان الملوك والسلاطين على مر التاريخ الإسلامي يربطون شرعية حكمهم ولزوم طاعتهم بشريعة الإسلام بحيث يكون الخروج عليهم خروجا " عن الدين ، والتفكير بمخالفتهم من وساوس الشيطان ، حتى لو ظهر من الحاكم هذا أو ذاك كل الفواحش والآثام ، أو تسبب في جلب العار أو التخلف لشعبه وأمته ، فإنه قلما تجد أي تحرك يستحق الذكر لخلعه . وقد كان لبعض الأحاديث التي وضعت خصيصا " لهذه الغاية ، والتي كانت أيادي الأمويين وراء اختراعها ، لها أثر كبير في تعزيز هذه الحالة وتوريثها عبر الأجيال . ومن ذلك ما نسب قوله إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من رأى من أميره شيئا " يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبرا " فمات ، فميتته جاهلية ) [2] . وهذا ابن تيمية يلمح - كما بينا سابقا " - إلى أن الحسين مات ميتة جاهلية والعياذ بالله ، بقوله : ( إن يزيد رغم ما فيه من ظلم وقتل ، وفعل ما فعل يوم الحرة [ استباحة المدينة المنورة ] فإنه لا يجوز الخروج عليه ، لأن من لم يكن مطيعا " لولاة الأمور مات ميتة جاهلية ) [3] .
[1] غازي القصيبي ، حتى لا تكون فتنة ، ص 13 . [2] صحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، ج 4 ص 517 . [3] ابن تيمية ، منهاج السنة ، ج 1 ص 37 .
302
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 302