responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 303


وكانت عقيدة الجبر من العقائد التي ساعد الأمويون أيضا " على زخرفتها بما يناسبهم وبثها بين المسلمين ، والتي كانت تعني فيما يتعلق بسلوك الحكام ، إنهم مهما بالغوا في فسادهم وظلمهم ، فإن ذلك كله ضمن القضاء والقدر الإلهي الذي يجب على الناس قبوله والتسليم فيه بدون أدنى تساؤل ! . ويستشهد المروجون لهذه الأفكار بأحاديث موضوعة لتبرير فساد الحاكم ، زعما " منهم كما في الرواية التالية أن ما ظهر من الخلفاء من مفاسد وانتهاكات كان مما تنبأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحدوثه ، ولم يكن فيه خروج عن العلم الإلهي المسبق الذي يعني تخطيطا " وقضاء منه جل وعلا ، وبالتالي لا يستوجب ما حصل فعلا " أي استنكار أو رفض لأنه كان قدرا " مقدورا " ! ، فعن حذيفة بن اليمان قال : قلت : يا رسول الله ، إنا كنا بشر . فجاء الله بخير فنحن فيه ، فهل وراء هذا الخير من شر ؟ قال : نعم . قلت : وهل وراء ذلك الشر قال : ( يكون بعدي أئمة لا يعتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال ، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس [ مثال : يزيد بن معاوية ؟ ] .
قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطع [1] ! !
ويؤكد الشيخ محمد أبو زهرة تورط الأمويين في مسألة الجبر بقوله : ( إننا نجزم بأن القول في الجبر شاع في أول العصر الأموي وكثر حتى صار مذهبا " في آخره . . وقد قالوا إن من فعل ذلك بعض اليهود ، فقد علموه لبعض المسلمين وهؤلاء أخذوا ينشرونه . . . وهكذا تشابكت فروع الشجرة الأموية مع فروع شجرة أهل الكتاب بعد أن التقطوا منهم فكرة الجبر في ثوبها الجديد ، لأنها تتلاءم ومبدأهم السياسي ) [2] .



[1] صحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، ج 4 ص 515 .
[2] سعيد أيوب ، معالم الفتن ، ج 2 ص 367 ، نقلا " عن كتاب تاريخ الفرق الإسلامية ، ص 9 .

303

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست