responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 301


وكثير من الأتقياء منحرفا " عن الجادة الدينية ، وينبغي أن يغيره المسلمون ويضعوا مكانه البيت العلوي . والمرجئة لم يكونوا يوافقونهم على هذا الرأي لأنهم لا يريدون المفاضلة بين المسلمين ولا الحكم على أحد بتقوى وغير تقوى ، فالمسلم يكفي أن يكون مسلما " ) [1] .
وقد وصف الخليفة العباسي المأمون هذا المعتقد الأموي بقوله :
( الإرجاء دين الملوك ) ، وقد بقي الأمر كذلك على مر تاريخ ملوك الإسلام !
ومن يتأمل في حال أنظمة الحكم الإسلامي في هذا الزمان ، ونظرة المسلمين إليها ، يرى أن هذا المعتقد لا يزال له وجود واقعي ، لا سيما في طروحات بعض التنظيمات والجماعات الإسلامية ، وبصورة واضحة تراها في خطب وعاظ السلاطين أو محترفي مهنة التدين . ولا يخفى على أحد أثر مثل هذا المعتقد ودوره في تكريس الظلم ، وإفساح المجال للحاكم الظالم لأن يتوسع في ظلمه .
وعلى سبيل المثال ، فإنه ولشدة إعجاب نظام آل سعود بالنظام الأموي ونوع العقائد التي قاموا ببثها ، وشكل النظام السياسي الذي حكموا الأمة من خلاله ، فإنه قرر ضمن مناهج التعليم المدرسي في المملكة بعنوان ( حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ) ! ، فخادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز يطمح من وراء هذا الكتاب جعل يزيد مثالا " للحاكم الإسلامي المعاصر ، حيث إنه ما دام الصحابة والتابعون قد بايعوا يزيدا واعتبروه خليفة حقا " لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلماذا لا يحق لفهد أن يعتبر كذلك ؟
وهذا المنطق المستوحى من الإسلام الأموي نجده واضحا " في قول أحد المدافعين عن شرعية النظام السعودي وإسلاميته : ( هذه المملكة ، دون غيرها من بلاد المسلمين ، تجسيد حي لفكرة أن الإسلام هو الدين والدولة : رئيس الدولة هو إمام المسلمين قبل أن يكون الملك ، ومن هذا المنطلق تخلى إمام



[1] سعيد أبوب ، معالم الفتن ، ج 2 ص 373 ، نقلا " عن التطور والتجديد في الشعر الأموي ص 50 .

301

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست