نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 300
ويفهم من ذلك أنه يستحيل أن يتوفر عندنا نظام إسلامي دون أن يكون رأس هذا النظام من المسلمين العالمين بعقائد الإسلام وأحكامه ، والمطبقين لتعاليمه ، ليس فقط على مستوى الشعائر والطقوس العبادية ، وبل وقبل ذلك وأكثر أهمية تطبيق العدالة الاجتماعية ، وتجسيد أخلاقية الإسلام في جميع العلاقات والشؤون ، وما دون ذلك فهو ليس بالإسلام الذي نادى به محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وهذه المعايير لم يعمل النظام الأموي على بمخالفتها فقط ، بل عمل على قلتها ونشر نقائضها من الظلم الاجتماعي ، وإحياء النعرات الجاهلية وتشويه التعاليم الإسلامية ومسخها . وإن كان هناك دين قد طبق ، فهو الدين الذي شرعه معاوية ، والذي كان من سننه المؤكدة ختم كل خطبة جمعة وعيد بسب الإمام علي ولعنه ! ، ولم يكن من هذا الدين في واقع الأمر سوى تطبيقات شكلية لمختلف الشعائر والطقوس ، وقد أفرغت معانيها من روحية الإسلام وجوهره ، وأفقدت بالتالي الغايات التي شرعت من أجلها . يضاف إلى ذلك التشويه المتعمد للعقائد الإسلامية والتلاعب بمعانيها إلى حد السخرية والاستهزاء ، ومن ذلك استحداث عبد الملك بن مروان عقيدة ( الإرجاء ) لسد الباب في وجه كل من ينتقد تلك المخالفات الصريحة التي كان يتركبها الخلفاء وحواشيهم ، فما داموا مسلمين ناطقين لكلمة التوحيد ، فإنه لا يجوز لأحد الخوض في أعمالهم أو انتقادهم عليها ، فضلا " عن الحكم عليهم بأي وصف من أوصاف الكفر أو الفسق والعصيان ، وإنما يجب ( إرجاء ) ذلك إلى الله سبحانه وتعالى الذي سيحاسبهم على تلك الأعمال . ومن البديهي أن يقوم الخلفاء الأمويون بنشر هذه العقيدة الفاسدة وأمثالها للتغطية على مفاسدهم ، وإبعاد أنظار الناس وتفكيرهم من كل ما يتعلق بسياسة الحكم وسلوك الحكام . ويعلق الدكتور شوقي ضيف حول هذه المسألة : ( إن أفكار المرجئة تخدم البيت الأموي ، الذي كان في رأي الشيعة
300
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 300