responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 299


النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) [1] أريد من وراء هذه الكلمات المنسوبة كذبا " على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عزل الدين عن حياة الناس ، وإن كان حقا " عدم تدخل الشرع الإلهي بطريقة تلقيح النخل وغيره .
ويقرر المرحوم الغزالي أن عزل الدين عن الدولة في المجتمع الإسلامي قد تم منذ أمد بعيد بقوله : ( ومن النكسات التي أصابت جماعة المسلمين وأوهنت قواهم من قديم انفصال الحكم عن العلم ، وسير كل منهما في مجرى اختص به . . . ومن هذا الانفصال ورث المسلمون المعاصرون مشكلتين جديرتين بالنظر العميق ، الأولى : هجرة العقول الكبيرة إلى الغرب ، والثانية :
رداءة الأوعية الحاملة للفقه ، وطلبها للدنايا تحت أقدام [ الحكام ] المستبدين ) [2] .
ويضيف مؤكدا " ضرورة عدم وجود مثل هذا العزل : ( إن المرء ليغوص في بحار الحيرة عندما يرى كرادلة العالم النصراني يختارون أدهاهم وأذكاهم وأجلدهم على خدمة الدين ، وعندما يرى معتنقي الشيوعية يختارون أقدرهم وأمهرهم وأشجعهم على خدمة المذهب ، على حين يقود المسلمين على مر التاريخ رجل أعظم مؤهلاته أنه ينتمي إلى المأسوف على شبابه أمية بن حرب - يقصد حكام الدولة الأموية - أو ابن الصحابي المعروف عباس بن عبد المطلب - يقصد حكام الدولة العباسية - أو ابن الأناضول عثمان بن هيان بن بيان ! - يقصد حكام الدولة العثمانية - . إن أولئك الخلفاء لا ترشحهم مواهبهم الخاصة لمنصب ذي بال ، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله إلا ما يحارب هذا المسلك ، بيد أن تقاليد العرب أعوجت بتعاليم الإسلام كرها " ودفعتها في هذا المجرى ) [3] .



[1] مر ذكر مصادرها هذا الحديث في الفضل الأول من هذا القسم .
[2] محمد الغزالي ، مائة سؤال عن الإسلام ، ج 2 ص 351 ، 358 .
[3] المصدر السابق ، 357 .

299

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست