نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 290
والميليشيات ، والذين نصبوا أنفسهم قادة للصحوة الإسلامية المعاصرة التي ستعيد للإسلام مجده الغابر وخلافته الراشدة . والناظر لحال غالبية هؤلاء العاملين ضمن تلك الأطر والأوساط لن يصعب عليه ملاحظة حالات الجمود الفكري والتخبط الحركي التي يعيشونها ، وذلك نتيجة لافتقاد المناهج المنفتحة على الواقع المعاصر ، وغياب القيادة الواعية والمتفهمة لتقلبات الزمان والمكان ، فتجدهم يلجأون دائما " إلى التقليد الأعمى لسير الماضين ، ويأخذون بطرق تفكيرهم وأساليبهم بصورة حرفية ، ويصرون على ذلك أيما إصرار ، مدعين أنه لا سبيل للتغيير والإصلاح سوى مناهج السلف الصالح ، وأنه ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) . ومع كل التحفظات في إطلاق هذه المسميات واستخدامها ، فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال الاستغراق في الماضي وأساليبه كل هذا الاستغراق ، وتقليد السلف حذو النعل بالنعل . ولكن المشكلة لا تكمن بمجرد عدم صلاحية أساليب الماضي لهذا الزمان نظرا " للمفارقات الواضحة بين العصرين ، وإنما أيضا " في تناقض أساليب وأفكار السلف أنفسهم مع بعضهم بعضا " ، بل وانحرافها عن المنهاج النبوي منذ البدايات الأولى لعهود الخلافة ، الأمر الذي يجعل من التعصب لرموز ذلك الزمان ، وتقليدهم بتعصب يعني إعادة تلك الأخطاء والمآسي التي حصلت فيما بينهم . مجرد مثال ! ولك في تجربة المجاهدين الأفغان الذين اعتبرهم الكثيرون ( صحابة العصر ! ) خير مثال على ذلك ، فأي صدمة وإحباط تلقاها كل من بنى عليهم آمالا " بإقامة حكم إسلامي يصلح لأن يكون مثالا " حيا " لكل الحركات المجاهدة في العالم الإسلامي ، لا سيما بعد كل تلك السنوات الطويلة من المعاناة والتضحيات في جهادهم ضد الجيش السوفيتي . ولكنهم بعد التحرير ، وبدل
290
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 290