responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 291


أن يتوجهوا إلى البناء ، رأيناهم يديرون فوهات المدافع ضد بعضهم بعضا " هذه المرة وبشراسة فاقت تلك التي واجهوا بها الجيش الشيوعي في الأمس القريب . حتى أنه تردد على ألسنة سكان كابل ، وهم الضحية المنسية لهذه الحروب : ( كفر الشيوعيين ولا إسلام المجاهدين ! ) .
وهكذا نجد أن العالم الإسلامي اليوم يشهد تجارب جديدة في ثورة تخبط في الفكر ، تنقلب إلى ثورة تطرف في الواقع ، ولعل أبشع نماذجها تجده في حكومة ميليشيات الطالبان التي نسمع قصتها ونعيش مرارتها هذه الأيام .
فما دام قد وجد في تاريخنا معارك اسمها الجمل وصفين ، فلماذا لا يقتتل المسلمون ضد بعضهم بعضا " اليوم ؟ وما دمنا قد برأنا جميع أطراف الاقتتال في صفين وهم الجيل الفريد والقدوة المثالية ، فلماذا لا نجد المبرر أيضا " للاقتتال الداخلي بين المجاهدين الأفغان ؟ فهم أولى أن تقع ( الفتن ! ) بينهم من أولئك ، ويحق لهم أن يجتهدوا كما اجتهد معاوية ببغيه للوصول إلى مراكز القوة والتسلط المطلق . ولماذا لا ، ما دام يتوجب على المسلمين حمل أي منكر فعلوه على أنه كان ( اجتهادا " خاطئا " ) يثابوا عليه أجرا " واحدا " ، ومحملا " حسنا " حتى لو كان ذلك المنكر القتل وبث الفتنة والمخالفة الصريحة للكتاب والسنة .
ولك أن ترى أثر تلك المحاولات المستميتة للتوفيق بين متناقضات الصحابة ، والتي لا تقبل التوفيق ، وتبرير كثير من تصرفاتهم المنكرة والتي كان من ضمنها سب بعضهم بعصا " وقتلهم وحملها محمل الاجتهاد ، لك أن ترى أثر ذلك كله في تشويش الفكر وتحقير العقل ، بل وتولد تطرفا " وضيقا " في الأفق والنظر نحن في غنى عنه .
وهذا النمط من التفكير القشري والمنغلق على كل حال لا يزال يوجد له انتشار واسع في الوسطين السني والشيعي ، ويطلق عليه مرتضى مطهري مصطلح التحجر بمعنى الجمود وانعدام المرونة والليونة ، وهي حالة تشاهد عند الإنسان حين تنعدم له المرونة في الموقف من أي فكرة أو ظاهرة جديدة .

291

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست