نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 284
وأما محب الدين الخطيب فإنه دافع عن الوليد بقوله أنه يستحيل أن تكون الآية ( إن جاءكم فاسق بنبأ . . . ) [ الحجرات / 6 ] [1] قد نزلت في الوليد لا لسبب إلا لأنه كان موضع ثقة الشيخين أبي بكر وعمر [2] . وقد تكفل العلامة أبو الأعلى المودودي بالرد على ابن تيمية وابن العربي والخطيب وكل من دافع عن عثمان والأمويين بمثل تلك الطريقة خير رد ، فبعد أن قام باستعراض أمثلة عديدة من انتهاكات أقارب الخليفة الذين جعل بأيديهم شؤون إدارة الخلافة ومفاتيح بيت المال قال : ( لا شك أن هذا الجانب من سياسة سيدنا عثمان ( رض ) كان غلطا " ، والخطأ خطأ على أي حال أيا " كان فاعله ، أما محاولة إثبات صحته باصطناع الكلام لغوا " وعبثا " فهو أمر لا يقتضيه العقل ، ولا يرضاه الإنصاف ، كما أن الدين لا يطالبنا بعدم الاعتراف بخطأ صحابي من الصحابة ) [3] . 3 - وممن حاولوا تزوير التاريخ فيما يتعلق بالدوافع الحقيقية لحدوث معركة الجمل سيف بن عمرو التميمي الذي اختلق أسطورة من خياله الخاص ، وجعل بطلها رجلا " يهوديا " ، وسماه عبد الله بن سبأ ولقبه ابن السوداء ، وادعى التميمي أن ابن سبأ هذا قدم من اليمن وأعلن إسلامه في عهد عثمان ، ولكنه أخفى تحت ذلك حقدا " دفينا " على الإسلام ، فتنقل بين البقاع الإسلامية كمصر والبصرة والكوفة على حسب زعم هذه الأسطورة ، ثم أخذ ينادي برجعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووصاية علي عليه السلام واغتصاب عثمان لحق علي بالخلافة ، فحث على قتله ، وجيش لذلك آلافا " جاءوا من البصرة والكوفة ومصر ، وتمكنوا من محاصرته وقتله ، ثم اندس القتلة في جيش الإمام
[1] المصدر السابق ، ص 90 . [2] المصدر السابق . [3] أبو الأعلى المودودي ، الخلافة والملك ، ص 71 .
284
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 284