نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 285
علي عليه السلام وعائشة ، وأحدثوا الفتنة وأشعلوا نار الحرب بين الطرفين والتي عرفت بموقعة الجمل . وقد تصدى لتفنيد هذه الخرافة عدد من العلماء المحققين ، وتمكنوا من إثبات وهمية شخصية عبد الله بن سبأ ، ومن هؤلاء المحققين الدكتور طه حسين في كتابه ( الفتنة الكبرى ) ، والدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه ( الصلة بين التشيع والتصوف ) ، والعلامة مرتضى العسكري في كتابه ( عبد الله بن سبأ ) . ونقتطف فيما يلي من كلمات الأخير في هذا الصدد : إن جميع المؤرخين أخذوا هذه الأسطورة عن سيف بن عمرو التميمي الكوفي المتوفى سنة 170 ه ، ثم انتشرت في كتب التاريخ على مر العصور وإلى يومنا هذا ، وكأنها من الحوادث التأريخية التي لا يتطرق إليها الشك ، بعد أن فات معظم الكتاب والمؤرخين من الشرقيين والمستشرقين إن واضع رواية هذه الأسطورة هو راو واحد . لا شريك له ، وقد اشتهر عند القدامى من علماء الحديث بالوضع واتهم عندهم بالزندقة . فهذا أبو داود يقول فيه : ( ليس بشئ كذاب ) ، وقال فيه ابن عبد البر : ( سيف متروك ، وإنما ذكرنا حديثه للمعرفة ) ، وقال فيه النسائي : ( سيف ضعيف ، متروك الحديث وليس بثقة ولا مأمون ) . وقد أخذ عن هذا الراوي كل من الطبري وابن عساكر وابن أبي بكر ، ثم أخذ عن الطبري سائر الكتاب والمؤرخين إلى يومنا هذا [1] . 4 - في تبريره لتحويل معاوية نظام الخلافة إلى نظام ملكي يقول القاضي ابن العربي أن الملك هو مرتبة من مراتب الولاية كمرتبة الخلافة [2] ، ودليله ( ! ) على ذلك قوله تعالى في النبي داود عليه السلام : ( وآتاه الله الملك والحكمة ) [ البقرة / 251 ] فجعل النبوة ملكا " .
[1] مرتضى العسكري ، عبد الله بن سبأ ( بتصرف ) . [2] ابن العربي ، العواصم من القواصم ، ص 207 - 210 .
285
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 285