responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 253


الرأيين الأول والثاني . فقوله أن أهل السنة تعني من اعتقد بخلافة الخلفاء الثلاثة الأوائل ينسجم مع ما نسب إلى معاوية في الرأي الثاني . فمعاوية لم يكن يعمل فقط على ترسيخ فكرة أفضلية الثلاثة الأوائل وإثبات أحقيتهم بالخلافة ، وإنما قام بمحاربة الخليفة الرابع وعمل بكل ما أوتي من سلطات على التقليل من فضائل أهل البيت عليه السلام ورفع غيرهم من الصحابة ، وتجاوز ذلك إلى حد أمره لخطباء المسلمين بسب الإمام علي عليه السلام على المنابر واعتبار ذلك سنة .
وأما قول ابن تيمية أن أهل السنة يراد بها أهل الحديث والسنة المحضة ، فإنه ينسجم مع الرأي الأول والذي أعطى فيه لقب أهل السنة لمعتنقي العقائد والمعارف التي استخرجها ودونها رجال الحديث .
وبناء على ما سبق فإن نشوء فرقة أهل السنة ينظر إليها من ناحيتين : الأولى متعلقة بالخلافة ببعدها السياسي البحت ، والثانية متعلقة بالعقائد والأحكام .
فأما من الناحية السياسية ، فقد وقع بشأنها أول خلاف بين المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في سقيفة بني ساعدة عندما تنازع الإمارة المهاجرون والأنصار ، وقاطع علي عليه السلام ومن معه من الهاشميين وبعض الصحابة نزاعهم ومن ثم اتفاقهم لأنهم كانوا يرون أن عليا " كان أحق بالخلافة ممن تنازعوا عليها ، وبقوا على رفضهم لمبايعة أبي بكر لستة شهور [1] .
وهكذا يمكن اعتبار أن ولادة فرقة أهل السنة كانت في السقيفة وإن لم يظهر من معالمها المميزة آنذاك سوى الخط السياسي ، حيث كان يعرف الأتباع من تأييدهم لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ثم نما وترعرع هذا الخط في عهد الأمويين بحيث كانت تظهر السلطة الحاكمة كممثل ومدافع عن خلافة الثلاثة ، وناقمة بل ومقطعة لرؤوس الموالين لعلي وأهل البيت والقائلين بأفضليتهم .



[1] صحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ج 5 ص 382 .

253

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست