نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 241
أنها نزلت عتابا " للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لإعراضه عن عبد الله بن مكتوم - وكان مؤمنا " ضريرا " جاء يستقري النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما علمه الله - وظهور الكراهية في وجهه لقطعه كلامه مع من كان منشغلا " بالكلام معهم ، وهم سادة كفر قريش كعتبة بن ربيعة وأبي جهل وأمية بن خلف يدعوهم إلى الإيمان بالله ويرجو إسلامهم . وكان سبب ظهور الكراهية في وجهه صلى الله عليه وآله وسلم حسب هذا الزعم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد أنما أتباعه من العميان والعبيد ، فعبس صلى الله عليه وآله وسلم في وجهه وأقبل على القوم الذين يكلمهم . فنزلت الآيات تعاتبه في ذلك . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرم ذلك الأعمى إذا رآه ويقول له : مرحبا " بمن عاتبني فيه ربي ) [1] . وحقيقة هذه الآيات إنها نزلت استنكارا " لرجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فجاءه ابن أم مكتوم ، فلما رآه تقذر في نفسه ، وعبس وأعرض بوجهه عنه . فأين أخلاق نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من هذا التصرف ؟ ومن علماء أهل السنة القلائل الذين نفوا نزول هذه الآيات في النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو فخر الدين الرازي بقوله : ( لا نسلم أن هذا الخطاب متوجه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لأن يقال أن أهل التفسير قالوا : الخطاب مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنا نقول : هذه رواية آحاد لا تقبل في هذه المسألة ) [2] . ويقول السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره ( الميزان في تفسير القرآن ) : ( وليست الآيات ظاهرة الدلالة على أن المراد بها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه ، بل فيها ما يدل على أن المعني بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأعداء المباينين فضلا " عن المؤمنين المسترشدين . ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة ) [3] .
[1] أسباب النزول للواحدي ، ص 252 . [2] فخر الدين الرازي ، عصمة الأنبياء ، 95 . [3] محمد حسين الطباطبائي : الميزان في تفسير القرآن ، ج 2 ص 223 .
241
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 241