نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 24
المعنى الثالث : الطريق الواضح ، كما في قوله تعالى بشأن قومي لوط وشعيب : ( وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين * فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين ) [ الحجر / 78 - 79 ] . المعنى الرابع : قادة الهداية ، كما في قوله تعالى بشأن إسحاق ويعقوب عليه السلام ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات ) [ الأنبياء / 73 ] . المعنى الخامس : قادة الضلال ، كما في قوله تعالى بشأن فرعون ومن معه : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ) [ القصص / 41 ] ، وقوله تعالى : ( فقاتلوا أئمة الكفر ) [ التوبة / 12 ] ، وفي قوله تعالى : يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " ) [ الإسراء / 71 - 72 ] ، دلالة على أن لكل قوم إماما " يدعون به يوم القيامة ، وهو إما أن يكون إمام هداية ، أو إمام ضلال . ولا يمكن أن يكون معنى ( بإمامهم ) في هذه الآية هو ( كتبهم ) كما يفسر بعض ، المفسرين ، لأن أول كتاب سماوي نزل متضمنا " لشريعة إلهية هو كتاب نوح ، وهذا سيعني خروج جميع الأقوام التي كانت قبل مجئ النبي نوح عليه السلام من مقصود هذه الآية ، وهذا غير ممكن لأن جميع الأقوام ستدعى للحساب يوم القيامة . وعلى ذلك ، فإنه وعلى ضوء هذه الاستخدامات المتعددة لكلمة ( إمام ) في القرآن الكريم ، يمكن استخلاص وتوجيه المفهوم الإلهي للإمامة وصفا " للقادة الربانيين الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا هداة الناس إلى شريعته على ضوء الكتب والرسالات التي أنزلها على أنبيائه ورسله ، فالكتاب في واقع الحال لا يمكن أن يكون مرشدا " للناس من بدون إنسان متخصص بحمله ، عارفا " بأمره .
24
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 24