نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 23
الدرجة الثالثة : استخلاف قائد رباني لتميزه عن بقية أبناء قومه تكون خلافة الله متوجة فيه ، ومصونة به من خطر الإفساد في الأرض ، وسفك الدماء كما في قوله تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) [ ص / 26 ] . ( ليكون الرسول شهيدا " عليكم ) [ الحج / 78 ] . ولأن القوم المستخلفين هم ليسوا المالك الحقيقي لما استأمنوا عليه ، وأنما هم خلفاء المالك الأصلي ، وهو الله ( جل وعلا ) ، فهم ليسوا مطلقي الحرية والتصرف كما شاؤوا بالإمكانات والسلطات الممنوحة إليهم ، ودون قائد رباني ، فإنهم سينحرفون تماما " عن الخط الإلهي المرسوم ، لما تزخر به النفس الإنسانية من نزوات ، وأطماع ، وحب التسلط . وهذه الدرجات الثلاث تمثل بمجموعها مفهوم الإسلام الأساس عن الخلافة ، وهو يتلخص بإنابة النوع الإنساني في إعمار الأرض وإصلاحها ولكن بتميز أمة أو قوم يختارون ( مع إمكانية استبدالهم ) للدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على رأسهم قائد رباني يحكم الناس بالشريعة الإلهية . وقد اشتهر إطلاق تسمية ( الخلافة ) عند المسلمين وصفا " للحكومات التي خلفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صالحها وفاسدها . 2 - الإمامة : الإمامة لغة هي الانقياد خلف إنسان ، والاقتداء بقوله وفعله ، وقد وردت كلمة ( إمام ) في القرآن الكريم لتعبر عن عدة معان ، منها : المعنى الأول : اللوح المحفوظ ، كما في قوله تعالى : ( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) [ يس / 12 ] . المعنى الثاني : الكتاب السماوي ، كما في قوله تعالى : ( ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ) [ هود / 17 ] .
23
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 23