نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 232
عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) [ المائدة / 90 ] . فهذه ست موافقات ، وليس في لفظه ما ينفي زيادة الموافقة ، والله أعلم ) [1] . وفي رواية الصلاة على المنافقين ، فقد وردت موافقة أخرى لعمر ، حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لأحد المنافقين ، فقال له عمر : سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم . . . فنزلت الآية بذلك . وكان مجموع ما ذكره السيوطي من حوادث الموافقات هذه أربع عشرة حادثة . ويقول كاتب معاصر في تعليقه على هذه الموافقات المزعومة : ( وهذا يدل على أن صوابه أكثر من صواب غيره بشهادة القرآن وذلك ببركة مجالسته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد تشربت روحه بالتشريع الإلهي حتى أنه قيل عنه أنه يتكلم بروح الشريعة ) [2] . ومن الواضح أن ضمير الهاء في كلمة غيره لا يشمل بقية الصحابة فقط ، وإنما يشمل أيضا " النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه كما يتضح من حادثتي أسرى بدر والصلاة على أحد المنافقين ! وعلى كل حال ، فإذا كانت هذه هي الصورة التي نقلت إلينا عن مكانة الصحابة وقدسيتهم ، لا سيما الخليفة عمر . دعونا نرى قبل مناقشة هذه المكانة وتلك الموافقات الصورة التي نقلت إلينا من تلك المصادر والطرق - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودرجة قدسيته - : المس بكمال عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخطورته : لقد كان من ضحايا أزمة الخلافة لا أقل من شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه ، ذلك أنه ومن أجل تبرير مخالفة الصحابة والخلفاء منهم على وجه الخصوص للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض المسائل ، فإن وضاعي الحديث ومزوري التاريخ الذين
[1] النووي ، شرح صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل الصحابة ، باب فضائل عمر ، ج 5 ص 460 - 461 . [2] الرحيلي ، فقه عمر بن الخطاب ، ج 1 ص 28 .
232
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 232