نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 226
كمعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة كما يذكر القاضي عياض على سبيل المثال : ( وأما معاوية ( رضي الله عنه ) فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء ، رضي الله عنه ) [1] . على أن المشكلة ليست في مجرد إعطاء الأوصاف والألقاب ودرجات التفضيل ، فلو أن الناس اختلفوا مثلا " حول درجة فضل مجموعة أشخاص وتقواهم كسقراط أو بطليموس لما كان الأمر يهم في شئ ، لأن ذلك يعد مفضول البحث وترفه . ولكن سبب اهتمامنا بما يخص حقيقة الصحابة وما جرى بينهم هو اعتبار عامة المسلمين لهم نموذجا " يقتدى به على مر الأجيال أو كما وصفهم الشهيد سيد قطب في كتابه معالم في الطريق بأنهم ( جيل قرآني فريد ) ، بحيث أصبح من مقتضيات هذه القدسية اعتبار كل ما عمله الصحابة سنة ، والوثوق بكل ما قالوه أو نقلوه أو فسروه أو اجتهدوه جزءا من شريعة الإسلام ينبغي الاقتداء به في كل زمان ومكان . وهذا يظهر من تعليق القاضي عياض على سبيل المثال : ( وأما الحروب التي جرت بينهم فكانت لكل طائفة شبهة ، اعتقدت تصويب أنفسهم بسببها ، وكلهم عدول ( رضي الله عنهم ) ، ومتأولون في حروبهم وغيرها ، ولم يخرج شئ من ذلك أحدا " منهم عن العدالة لأنهم مجتهدون ، اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد ، كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها . ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم . وأعلم أن سبب تلك أن القضايا كانت مشتبهة ، فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم . . . فكلهم معذورون ( رضي الله عنهم ) ، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم وروايتهم ، وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين ) [2] .
[1] المصدر السابق . [2] المصدر نفسه ، ج 5 ص 242 - 243 .
226
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 226