نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 225
وهكذا شاعت أحاديث الفضائل ، وأعطيت الأوصاف والألقاب لهذا وذاك ، والتي تناقلها المسلمون عبر الأجيال وكأنها من المسلمات التي لا يمكن أن يتطرق إليها أي شك . ومن ذلك ما زعم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال في معاوية كما يشهد ويثبت له البخاري في صحيحه أنه - فقيه ! - ، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في وصف صحابي آخر : سيف الله المسلول ، وقيل في ثالث أنه أمين هذه الأمة ، وفي رابع أنه جرها ، وفي خامس أنه صديقها ، وفي سادس أنه فاروقها ، وفي سابع أنه ذو النورين ، حتى أصبح جميع الصحابة أنوارا " كما في الحديث المزعوم : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) . والصحابي عند جمهور المسلمين كما يصفه علماء أهل السنة هو : ( كل مسلم رأى رسول الله ولو لحظة ) [1] . ويؤكد الشيخ النووي هذا التعريف في شرحه على صحيح مسلم بقوله : ( وهذا هو الصحيح في حده ، وهو مذهب ابن حنبل والبخاري في صحيحه والمحدثين كافة ) [2] . بل ذهب بعضهم إعطاء صفة الصحبة للذين لم يروا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكن أسلموا في حياته [3] . وبالنسبة لدرجة المفاضلة بين الصحابة يقول أبو منصور البغدادي : ( أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكور ، ثم تمام العشرة المبشرين بالجنة ، ثم أهل بدر ثم أحد ثم بيعة الرضوان ، وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار ، وكذلك السابقون الأولون وهم من صلى إلى القبلتين ) [4] . وبالطبع فإن بعض هذه الدرجات تشمل حتى من اشتهروا بالبغي والفجور
[1] النووي في مقدمة شرحه على صحيح مسلم ، ج 1 ص 28 . [2] المصدر نفسه . [3] التدريب للسيوطي ص 213 نقلا " عن شرح التلقيح للقرافي . [4] النووي في شرحه على صحيح مسلم ، ج 5 ص 242 .
225
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 225