نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 194
وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في شهداء أحد : ( هؤلاء أشهد عليهم . فقال بكر : ألسنا بإخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بلى ولكن لا أدري ما تحدثوا بعدي ) [1] . ومثل ذلك قوله : صلى الله عليه وآله وسلم ( أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا " ، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم . قال الراوي : لسمعته يزيد فيه ، قال : إنهم مني ( وفي رواية : إنهم أصحابي ) [2] فيقال : إنك لا تدري ما بدلوا ( وفي رواية : أحدثوا ) [3] بعدك . فأقول : سحقا " سحقا " لمن بدل بعدي ) [4] . وفي الحديث الشريف أيضا " عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وأن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة ) [5] . وهكذا فإن تلك الطاقة الحرارية وذلك الوعي قد يتفاعلان ويتفقان في كثير من الأحيان في ظواهر مشتركة لدرجة يصعب التفريق بين ما تفعله الأمة انطلاقا " من وعي أو مجرد طاقة حرارية مؤقتة . إلا أنه وفي لحظات الانفعال الشديد وعند المنعطفات الحاسمة والمواقف الحرجة من تلك الحقبة الزمنية ، كان يتبين بوضوح الفرق بين الوعي والطاقة الحرارية ، وكما يمكن أن يتضح من الأمثلة التالية : 1 - تثاقلهم في الخروج إلى ( بدر ) وتفضيلهم بدلا " من ذلك أسر قافلة أبي سفيان وأخذ ما تحمله العير من بضائع ، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى بحقهم
[1] صحيح البخاري . [2] صحيح البخاري ، كتاب الفتن ، باب واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم ، ج 9 ص 144 . [3] المصدر السابق . [4] صحيح البخاري . [5] صحيح مسلم ، كتاب القدر ، ج 5 ص 504 .
194
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 194