responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 193


وصفهم أحد الكتاب المعاصرين بقوله : ( . . فإذا سمعت منهم [ الصحابة ] فكأنك تسمعه من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) [1] .
وعلى كل حال ، فإن ذكرنا لمخالفات الصحابة لا يعني إنكار تضحيات الكثير من أجلائهم في مجال الجهاد ، وفي سبيل العقيدة ، ولكن هذه الأنوار كما يوضح الشهيد السيد / محمد باقر الصدر لم تكن نتيجة وضع معمق تعيشه الأمة في أبعادها الفكرية والنفسية ، بل كانت نتيجة طاقة حرارية هائلة اكتسبتها هذه الأمة بإشعاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان طبيعيا " أن تصبح طاقة الأمة بعده في تناقص مستمر ، حال الشخص الذي يتزود من الطاقة الحرارية للشمس والنار ، ثم يبتعد عنهما ، فإن هذه الحرارة تتناقص عنده باستمرار ، بخلاف الوعي الذي يستأصل جذور ما قبله ، ومن طبيعته الثبات والاستقرار بل التعمق على مر الزمن [2] .
وعلى كل ، فمهما كان نوع هذا المحرك ، الوعي أو الحماس والعاطفة ، فقد استحق من أحسن عملا " من الصحابة الثناء من الله جل وعلا بقوله : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا " ذلك الفوز العظيم ) [ التوبة / 100 ] ، وبقوله تعالى : ( لقد رضى الله المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) [ الفتح / 18 ] .
وينبغي الإشارة هنا على كل حال أن هاتين الآيتين وأمثالهما لا تضمنان الجنة لكل من هاجر وناصر أو بايع تحت الشجرة ما لم يكن ذلك مقرونا " بعدم الأحداث والتبديل ، ومشروطا " بحسن الخاتمة ، والدليل على ذلك قوله تعالى :
( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا " عظيما " ) [ الفتح / 10 ]



[1] عبد الفتاح أبو غدة ، لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث ، ص 20 .
[2] محمد باقر الصدر ، أهل البيت : تعدد أدوار ووحدة ، ص 88 .

193

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست