نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 192
المأساوي للنصوص الصريحة باستخلاف علي ، وتنازعها بدلا " من ذلك غالبية المهاجرين والأنصار على أسس قبلية ، وبكل ما أوتوا من أساليب المكر والتهديد معلنين بذلك البداية الرسمية لأزمة مريرة حول خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة الأمة بعده . فهذه ثلاث مخالفات مؤلمة حدثت في الخمسة أيام الأخيرة للنبي والتي ما كانت لتحدث لولا حرص بعض الصحابة واجتهادهم حول مسألة الزعامة والإمارة ، ومما ينذر بما ستؤول إليه أحوال الأمة بعد ذلك . لماذا الحاجة إلى التغيير والإصلاح ؟ إن الفترة القصيرة - نسبيا " - التي قضاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الصحابة لم تكن كافية لإعدادهم الإعداد الكامل الذي يؤهلهم لحمل الرسالة بأصالتها ونقاوتها إلى الأجيال اللاحقة ، وخصوصا " إذا كان الأمر متعلقا " بإعداد أمة ترسخت فيها القيم الجاهلية ، فضلا " عن أن غالبية الناس قد أعلنوا إسلامهم في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكن الإسلام ليتمكن في قلوبهم ، بل إن أكثرهم تلفظ بالشهادتين استسلاما " لأمر أصبح واقعا " ، إن لم يكن خوفا " وطمعا " وربما نفاقا " . وفي الحقيقة إن تلك المخالفات التي ودع بها الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي تعد تتويجا " للعديد من المواقف الأخرى التي خالفوه بها قبل ذلك ، إن دلت على شئ فإنما تدل على عدم تغلغل الوعي الإيماني والرسالي ، والفهم الفعال في النفوس الذي كان من شأنه أن يستأصل جذور المفاهيم الجاهلية السابقة بصورة نهائية . وغالبية من يعترضون بحدة على هذا المنطق إنما يرجع اعتراضهم إلى ما حملوه من أفكار مبالغ فيها حول قدسية الصحابة فوق العادية . فهم بنظرهم ممن اصطفاهم الله ورسوله من بين خلقه اصطفاءا " ، فصيغوا أعظم صياغة ، وأعدوا أرفع إعداد ليكونوا وزراء نبيه وحملة الرسالة من بعده ، أو كما
192
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 192