نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 183
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعقد المقارنة أمته وبني إسرائيل بقوله : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا " شبرا " ، وذراعا " بذراع ، حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم ، فسأله أحدهم : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) [1] وقد نزل قوله سبحانه وتعالى بحق بني إسرائيل : ( قل فلم تقتلون أنبياء الله إن كنتم مؤمنين ) [ البقرة / 91 ] وقوله تعالى : ( ويقتلون النبيين بغير حق ) [ آل ، عمران / 21 ] ، وما قيل في ذلك أن بني إسرائيل قتلوا أربعين نبيا " . وأما حكام أمة محمد فإنهم قتلوا أحد عشر إماما " كل واحد منهم كان أتقى أهل زمانه وأعلمهم ، فضلا " عن قتل الآلاف من أنصارهم كشهداء كربلاء وحجر بن عدي وأصحابه وسعيد بن جبير وغيرهم الكثير . وهكذا ، فقد استمرت غيبة الإمام على مر العصور لاستمرار الظروف ذاتها المواتية لسفك دمه الطاهر على أيدي ملوك المسلمين وسلاطينهم ، ولكان ذلك بمرأى ومسمع ورضا من سواد الأمة الأعظم كما حصل ذلك من قبل في تعذيب المسيح عليه السلام وقتل الحسين وغيرهم من أولياء الله وحججه ، فيكون الناس هم الذين حرموا أنفسهم من الانتفاع من الوجود الظاهري للإمام المهدي بينهم كما حرمت الأمم السابقة نفسها من الانتفاع من الوجود الأنبياء والرسل الذين أرسلوا لهدايتهم . وهذه سنة ثابتة أودعها الله في خلقه : ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) [ هود / 28 ] . ثانيا " : تفسير العمر الطويل يبلغ عمر الإمام المهدي في اليوم عام ( 1418 ه 1997 ) 1162 عاما " ، الأمر الذي يستبعده المخالفون ويسخر منه المنكرون . ولكن لو تصفحنا آيات القرآن الكريم لوجدنا شواهد عديدة على طول عمر أولياء الله وأنبيائه . فهذا