نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 17
هذا الكتاب وبحثنا هذا على كل حال لم يأت لحل كل هذه المعضلات ، وإنما لتبسيط ما أصبح يعد وكأنه من الألغاز المعقدة أمام الباحثين في الخلاف السني - الشيعي ، وقد أعياهم النظر في هذه المسألة ، وحاروا فيما ينبغي اعتباره خلافا " في أركان العقيدة لا يمكن التهاون فيه أو صرف النظر عنه ، أو خلافا " في الفروع وتشعباتها مما يمكن إغفاله وعدم صرف النظر فيه . فلمواجهة مسألة شائكة مثل هذه ، لا سيما وأن خلافات الفريقين قد أخذت مواقعها الدائمة عشوائيا " في عقائدهم وأحكامهم ونفوسهم ، فإنه في تقديرنا ينبغي البحث أولا " في جذور الخلاف قبل الانتقال إلى الفروع وتشعباتها الكثيرة . فبتشخيص الخلل في الجذور سيسهل تشخيص خلل الفروع تشعباتها ومعالجتها . وما نعنيه بجذور الخلاف ، فهي تلك المسائل الأساسية التي أدى الخلاف حولها إلى تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة ، أو تلك المسائل التي انطلق خلاف الفريقين تاريخيا " منها ، ثم أدى تطور ونضوج الأفكار حولها مع الأيام إلى إعطاء هذين الفريقين شكلهما الدائمين . ولا أجد مسألة اختلف عليها بين أهل السنة والشيعة من الممكن أن تنطبق عليها مثل هذه المواصفات كمسألة خلافة النبي صلى الله عليه وسلم أو إمامة المسلمين بعده ، ويقول الشهرستاني صاحب موسوعة ( الملل والنخل ) في هذا الصدد : ( وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة ، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان ) . وأما الفروع ، فهي الآثار التي ترتبت على حصول أزمة الخلافة والإمامة ، أو مخلفاتها ذات الخطورة على الإسلام والمسلمين . وتشعبات هذه الفروع
17
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 17