نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 16
والنتيجة المأساوية لكل ذلك ، أن الدين أصبح ينظر إليه على أنه مجرد أساطير وخرافات ، وفي أحسن أحواله شعارات براقة تروج وهو أبعد ما يكون فيه أي صلاحية لزمان أو مكان . وللتحقق من هذا الواقع ، ما علينا إلا إلقاء نظرة سريعة في حال غالبية التنظيمات والحركات التي تأسست بعد انهيار الخلافة العثمانية عام 1924 م ولغاية أيامنا هذه ، ورفعت شعار الحل الإسلامي ، حيث سنجد أن ما تطرحه من أفكار وبرامج ، وإن . جد أي منها - وما تتبناه من أساليب للوصول إلى غاياتها في إقامة الحكم الإسلامي المنشود يشوبه التخبط والفوضى ، لا سيما مع تقوقعها على نفسها ، وعدم توفرها على بدائل ، مما أوصلها إلى حافة الإفلاس الفكري وخسران التأييد الجماهيري . وأمام هذا الواقع ، لا بد لنا وأن نعترف أن أمتنا تعيش اليوم أزمة فهم لهذا الدين ، لفقدانها الرؤية الشمولية والمتكاملة ، وأزمة هوية لوجود تناقض صارخ بين واقع المسلمين وواقعية الإسلام ، الأمر الذي يعمل على تغذية الشكوك والتساؤلات حول إمكانية تطبيق الشريعة الإلهية في هذا الزمان . وما وجود تلك الخلافات المزمنة بين أهل السنة والشيعة ، وما يدور داخل إطار كل فريق من مجادلات ومشاحنات إلا دليل واضح على وجود مثل هذه الأزمة في الفهم ، وتلك الأزمة في تحديد الهوية .
16
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 16