نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 168
والبطن ، والفرج ، ثم يذكر حقوق الأفعال من الصلاة ، والصوم ، والحج ، والصدقة ، وغيرها ، حيث تبلغ خمسين حقا " . وأما عن زهده وعبادته ومواساته للفقراء ، وخوفه من الله فغني عن البيان ، فقد كان الإمام إذا توضأ اصفر وجهه ، فيقال له : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقف [1] . وبقي تحرك الإمام مرصودا " من قبل السلطات الأموية حتى قرر الخليفة عبد الملك بن مروان اعتقاله ، فأرسل إلى الشام مثقلا " بالحديد لإرهابه وإجباره على التوقف عن استنكار الأمويين ، ولكنه لم يأبه بذلك ثم أعيد إلى المدينة ، حيث استمر فيها على النهج نفس ، حتى دس إليه سليمان بن عبد الملك السم أخيرا " في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك . وأسدل بذلك الستار على حياة نجم آخر من نجوم الهداية في الخامس والعشرين من محرم سنة 95 للهجرة ، ودفن في البقيع بجانب ضريح عمه الحسن بن علي عليه السلام . ومما يجدر ذكره أن الوهابيين [2] قاموا بهدم قبره ، وقبور بقية الأئمة في البقيع في الثامن من شوال سنة 1344 ه / 1925 م . 5 - الإمام محمد بن علي عليه السلام ولد في الأول من شهر رجب عام 57 للهجرة بالمدينة المنورة ، وقد عرف بلقب الباقر لبقره العلم وتفجيره له وتوسعه فيه ، وعاصر طوال فترة إمامته التي دامت 18 عاما " حكم كل من الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ، عمر بن عبد العزيز ، يزيد بن عبد الملك ، وهشام بن عبد الملك . وقد استمر هؤلاء الخلفاء باستثناء عمر بن عبد العزيز بمضايقة أئمة أهل البيت عليه السلام وتصفية أنصارهم ومحبيهم كما فعل من سبقهم من الخلفاء
[1] جعفر السبحاني ، بحوث في الملل والنحل ، ج 6 ص 441 . [2] تجد تفاصيل عن نشأة هذه الحركة في الفصل الخامس من هذا الكتاب .
168
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 168