نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 167
وقد حفظته العناية الإلهية من القتل في كربلاء حيث كان مريضا " ولم يشارك في القتال ، وأخذ مع بقية الأسرى إلى الكوفة ثم إلى الشام . وعندما هدده والي يزيد على الكوفة عبيد الله بن زياد بالقتل لاستنكاره علنا " ما اقترفته أيادي الأمويين أجابه : ( أبالموت تهددني يا ابن مرجانة ؟ نحن آل البيت الشهادة ، والشهادة كرم لنا من الله ) [1] . وهكذا فقد كان الإمام أثناء المدة القصيرة التي قضاها في الشام دائم الاستنكار لأعمال يزيد وتذكير الناس بما حصل في كربلاء ، حتى أعيد مع النساء الهاشميات السبايا إلى المدينة حيث قضى بقية عمره الشريف هناك . ولكنه لم يكن بمنأى من المضايقات المستمرة هناك من رجال بني أمية ، فاختار طريق السرية في تربية نخبة من التلاميذ وإعدادهم ، حتى وصل عددهم إلى مئة وسبعين تلميذا " ، وأصبح كل واحد منهم عالما " نبراسا " في المجتمع الإسلامي . منهم : سعيد بن المسيب ، سعيد بن جبير ، محمد بن جبير ، أبان بن تغلب ، جابر بن محمد بن أبي بكر ، القاسم بن محمد بن أبي بكر ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبو حمزة الثمالي . ومن أشهر آثاره العلمية التي خلفها ( الصحيفة السجادية ) ، وهي مجموعة من الأدعية والمناجاة التي كتبها وأورثها لشيعته ، وهذه الصحيفة عبارة عن موسوعة كبيرة لمبادئ الإسلام ومعرفة الله ومعرفة الإنسان . وقد لجأ الإمام ليعبر عن أفكاره ومبادئه عبر هذه الأدعية لأنه لم يكن يسمح له عبر غيرها كاعتلاء المنبر أو المجالس العامة ، حيث كانت أدعيته ذات وجهين : عبادي واجتماعي . ومن آثاره أيضا " ( رسالة الحقوق ) والتي تعد من أسمى الرسائل في أنواع الحقوق ، يذكر فيها حقوق الله سبحانه وتعالى على الإنسان ، وحقوق نفسه عليه ، وحقوق أعضائه من اللسان ، والسمع ، والبصر ، والرجلين ، واليدين ،