نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 164
وفي السياسة والحرب ، فقد كان له دور فعال عندما شارك في حرب الناكثين التي عرفت بموقعة الجمل ، حيث أرسله والده إلى الكوفة ليخبر الناس بخروج الناكثين ، وعبأ منهم عشرة آلاف للمشاركة في الحرب ، وكذلك كان له الدور نفسه في المشاركة بالحرب ضد المتمردين في صفين ، وقد قاتل مع الإمام علي عليه السلام في الخطوط الأمامية . وبعد استشهاد والده أمير المؤمنين ، اعتلى منبر الكوفة وخطب بأهلها ، فنهض الناس جماعات وبايعوه خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماما " للأمة ، وبقي كذلك لستة شهور حيث اضطر إلى عقد معاهدة الصلح مع معاوية ولا سيما بعد تيقنه بتأهب الرومان لمهاجمة المسلمين مستغلين في ذلك المواجهة المحتملة بين جيشي الحسن ومعاوية . والإمام الحسن عليه السلام بصلحه مع معاوية آثر مصلحة الإسلام على ما عداها ، ولكنه بقي رغم هذا التنازل الإمام الحافظ لدين الله والهادي لشيعته ومحبيه ومصداقا " لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) . ويقول اليعقوبي في تاريخه : ( عاد معاوية إلى الشام بعد عقد معاهدة الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام ، وهناك وصلته الأنباء بأن إمبراطور الروم تحرك من روما بجيش كبير للهجوم على الدولة الإسلامية والتي لم يكن لها آنذاك القوة اللازمة لدرء الهجوم الروماني ، فاضطر معاوية أن يدفع سنويا " للروم الشرقية مائة ألف دينار سنويا " ) [1] . وكان من ضمن بنود الصلح أن تسلم الخلافة بعد موت معاوية إلى الإمام الحسن ، وإن مات قبل معاوية تصبح الخلافة حقا " لأخيه الحسين . فكانت وفاته عليه السلام في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة في المدينة المنورة متأثرا " بالسم الذي دسته له زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بالتآمر مع