نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 163
وبعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن الإمام وبالرغم أنه كان يرى نفسه الأولى بالخلافة ، كما كانت قد وصى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه فعلا " ، فإنه لم يدخر جهدا " في سبيل النصح والإرشاد والتعليم في ظل الثلاثة الخلفاء الأوائل ، وعندما بايعه الناس للخلافة ، فإنه لم يرق لبعض الناس ذلك ، فأعلنوا التمرد عليه ، فاضطر لمقاتلتهم في مواقع ثلاثة مشهورة هي : الجمل ، وصفين ، والنهروان . واستشهد الإمام في الحادي والعشرين من شهر رمضان عام 40 هجرية بعد يومين من طعنة أشقى الآخرين عبد الرحمن بن ملجم له أثناء سجوده وقت الفجر في مسجد الكوفة بالعراق . 2 - الإمام الحسن بن علي عليه السلام ولد الإمام الحسن عليه السلام في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان السنة الثالثة من الهجرة في المدينة المنورة . وروى أنس بن مالك أنه لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي عليه السلام [1] ، وكان يكنى بالمجتبى ، والزكي ، والسبط ، والنقي . وكانت سيرته كسيرة جده وأبيه ، فكان ذا ميزات وأخلاق وفضائل إنسانية سامية من حيث التواضع ، والصبر ، والوقار ، والعفو عند المقدرة ، والكرم ، وغير ذلك من المزايا الحميدة التي جعلته محبوبا " في قلوب الناس . وذكر المؤرخون أن الإمام الحسن عليه السلام أخذ الماء إلى عثمان أثناء حصاره بأمر من أبيه ، وشارك برفقة أخيه الحسين وعدد من أبناء كبار الصحابة في حماية عثمان والوقوف أمام داره لمنع الثائرين ضد الخليفة من اقتحامها . وفي زهده وعبادته ، فقد ذكر الحافظ أبو نعيم قوله : ( إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ) ، فمشى عشرين مرة من المدينة إلى مكة على قدميه . وروي عنه أيضا " أنه تصدق بماله كله ثلاث مرات .