نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 156
وفي مسند أحمد بالرواية عن عبد الله بن مسعود قال : ( سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشأن الخلفاء ، فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ) [1] . وقد أشار الله ( سبحانه وتعالى ) إلى نقباء بني إسرائيل في كتابه العزيز : ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " ) [ المائدة / 12 ] ، والنقيب لغة هو الباحث عن القوم وعن أحوالهم ، وجمعها نقباء . وحسب هذه الآية ، فهم أسباط بني إسرائيل الاثني عشر ، والذين كانوا كالولاة على قومهم ، يتولون أمورهم ، ويذكرونهم بما ينبغي عليهم الوفاء به كما ذكر المفسرون [2] . ومن ذلك ، فإن نقباء أمة محمد الاثني عشر ينبغي حسب مقتضى الحديث الأخير ، وما يفهم من هذه الآية أن يكونوا أيضا " حملة ( الميثاق ) أو عهد الله الذي جعل فيهم كما يستدل عليه أيضا " من مخاطبة الله ( سبحانه وتعالى ) للنبي إبراهيم عليه السلام : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) [ البقرة / 142 ] . ومن المعلوم - بإجماع المسلمين - أن الله ( سبحانه وتعالى ) جعل عهده النهائي في ذرية إبراهيم من نسل ابنه إسماعيل عليه السلام ، وليس في نسل إسحاق عليه السلام كما يدعي أهل الكتاب ، وقد توجه إبراهيم عليه السلام إلى الله جل وعلا داعيا " : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) [ إبراهيم / 37 ] والمقصود ب ( من ذريتي ) هم إسماعيل ومن انحدر من صلبه ، وقد دعا إبراهيم عليه السلام أن يجعل الله لهم وفيهم الرحمة ، وميل قلوب الناس إليهم تعني زيارة الناس للبيت الحرام وحجهم إليه ، وهذا الميل أو الزيارة كناية عن هداية الناس بهم .
[1] مسند أحمد ، ج 1 ص 389 . [2] محمد حسين الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن ، 5 / 244 ، وانظر أيضا " : تفسير شبر ص 109 .
156
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 156