نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 135
الموت الذي لا بد منه ، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم [1] ، فحملوا حملة واحدة أدت إلى استشهاد العديد منهم . وكان الحر بن يزيد الرياح أول من استشهد منهم . ثم أخذ القتال يتحول إلى مبارزات فردية ، وأحيانا " كان الرجلان أو الثلاثة أو الأربعة يغيرون على الكوفيين أحدهم يضرب والآخر يحمي ظهره ، فكان قتلى ابن زياد أكثر بكثير من شهداء الحسين ، حتى صاح عمرو بن الحجاج الذي هاله ما رأى من كثرة قتلاهم : إنكم تقاتلون شجعان العرب وقوما " مستميتين لا يبرز إليهم أحد إلا قتلوه [2] . . . حتى قالوا : قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة ! [3] . فحمل جيش ابن زياد حملة واحدة على الإمام وأصحابه ، فاستشهدوا واحدا " تلو الآخر حتى سقطوا جميعا " شهداء ، بمن فيهم طفل الحسين الرضيع . والذي كان الإمام عليه السلام قد حمله ليستعطف قلوب القوم وطلب منهم أن يسقوه شربة ماء ، ولكنهم بدلا " من ذلك صوبوا إلى عنقه سهما " ، ثم واصل القتلة وحشيتهم بتقطيع رؤوس الشهداء ، وحملوها هدايا يتقاسمونها هدايا فيما بينهم ، ثم رفعوها على رؤوس رماحهم متوجهين بها إلى ابن زياد في الكوفة لأخذ الأجر والمكافأت ، والذي بدوره أرسلها إلى يزيد بن معاوية في الشام ومعها نساء أهل البيت عليه السلام سبايا ، وفي اليوم الأول من صفر ، وصل ابن زياد ورجاله دمشق ، وخرج الناس إليهم يستقبلونهم بالدفوف والبوقات ، وهم في فرح وسرور ، وعندما رأى يزيد السبايا والرؤوس على أطراف الرماح ، ضرب رأس الحسين بعصا الخيزران ، ثم تمثل بأبيات ابن الزبعري : ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا " * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
[1] تاريخ الطبري ج 4 ص 326 . [2] المصدر السابق ، ج 6 ص 249 . [3] البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 182 .
135
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 135