responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 119


اليمن ، ويروى أنه ونظرا " للطريقة الوحشية التي قتل فيها الطفلان فإن أمهما التي رأت ذلك أصابها الجنون وهامت على وجهها في الجبال والوديان .
وعندما وصل الإمام خبر هذه المجازر ، أمر بتجهيز جيش فتثاقلوا ، حتى أجابه إلى ذلك جارية بن قدامة السعدي ، فبعثه الإمام في سرية من ألفي رجل ، فتعقب رجال ابن أرطأة حتى أخرجهم من جميع تلك المناطق التي عاثوا فيها الفساد [1] .
آخر أيام الإمام واستشهاده ظل الإمام يحاول جاهدا " تجهيز جيش يسير به لإخماد التمرد والفساد في وكره بالشام ، إلا أن أهل العراق قد بدا منهم الضعف والتقاعس عن نصرته ، وعندما يئس من استنهاض هممهم ، ولم يجد معهم حثه لهم على الجهاد في سبيل الله ، قام وخطب فيهم خطبة طويلة تفيض بالمرارة والتأسف لما آل إليه حال المسلمين وما سيؤول . ونقتطف من خطبته هذه ما يلي : ( أما بعد ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه ، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء . . .
ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء ليلا " ونهارا " ، سرا " وإعلانا " ، وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان . . . فيا عجبا " !
عجبا " ! ، - والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم . . . فقبحا " لكم وترحا " حين صرتم غرضا " يرمى ، يغار عليكم ولا تغيرون ، وتغزون ولا تغزون ، ويعصى الله وترضون ! . . . يا أشباه الرجال ولا رجال ! . . . قاتلكم الله ، لقد ملأتم قلبي قيحا " ، وشحنتم صدري غيظا " . . . ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ، حتى لقد قالت قريش : إن ابن أبي



[1] مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 30 ، وانظر كذلك الإستيعاب .

119

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست