responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 120


طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، لله أبوهم ! وهل أحد منهم أشد لها مراسا " ، وأقدم فيها مقاما " مني ! لقد نهضت فيهم وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع ) [1] .
وصدق من قال إن الإمام علي عليا " عليه السلام عاش في غير زمانه ، فكل من يتأمل أقوال الإمام وما صارت إليه الأحداث ، يتقين أن الإمام وصل إلى ما وصل إليه نبي الله نوح عليه السلام عندما : ( قال رب إني دعوت قومي ليلا " ونهارا " ، فلم يزدهم دعائي إلا فرارا " ) [ نوح / 5 - 6 ] . وأن استمرار وجوده بينهم لا يزيده إلا آلاما " وقهرا " ، وكأن الإمام في هذه الأحوال قد انتهت مهمته على وجه الأرض ، وحانت ساعة الرحيل عن هذه الدنيا .
وهكذا كان ، ففي غضون تلك الأيام كان نفر من الخوارج يجتمعون في مكة ويخططون لقتل الإمام . ويروي المؤرخون هذه القصة كما يلي : حج ناس من الخوارج سنة 39 ه‌ ، وقد اختلف عامل علي وعامل معاوية فيمن يحج بالناس ، فاصطلح الناس على ثالث هو شبيب بن عثمان ، فلما انقضى الموسم أقام النفر من الخوارج مجاورين بمكة ، فقالوا : كان هذا البيت معظما " في الجاهلية ، جليل الشأن في الإسلام ، وقد انتهك هؤلاء حرمته ، فلو أن قوما " منا شروا أنفسهم لله فقتلوا هذين الرجلين ( علي ومعاوية ) اللذين قد أفسدا في الأرض ، واستحلا حرمة هذا البيت ، استراحت الأمة واختار الناس لهم إماما " ، فقال عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنة الله : أنا أكفيكم أمر علي ، وقال الحجاج بن عبد الله الصريمي وهو البرك : أنا أقتل معاوية ، فقال عمرو بن بكر : والله ما عمرو بن العاص بدونهما ، فأنا به . فتعاقدوا على ذلك ، ثم اعتمروا عمرة رجب ، واتفقوا على يوم واحدة يكون فيها وقوع القتل منهم في علي ومعاوية وعمرو [2] .



[1] محمد دشتي : المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، ص 21 خطبة رقم ( 27 ) .
[2] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 179 - 80 .

120

نام کتاب : أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة نویسنده : أسعد وحيد القاسم    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست