نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 109
وبالتأكيد إن ذلك البغض وتلك الغيرة التي تأججت في قلب عائشة من أجل خديجة لا بد لها من فورة ومتنفس وإلا انفجرت ، فلم تجد عائشة أمامها إلا فاطمة ابنة خديجة ربيبتها والتي هي في سنها أو تكبرها قليلا على اختلاف الرواة . وبالتأكيد أيضا إن ذاك الحب العميق من رسول الله صلى الله عليه وآله لخديجة تجسد وقوي في ابنته ووحيدته فاطمة الزهراء عليها السلام ، فهي الوحيدة التي عاشت مع أبيها تحمل في جنباتها أجمل الذكريات التي كان يحبها رسول الله في خديجة فكان يسميها أم أبيها . وزاد في غيرة عائشة أن ترى رسول الله صلى الله عليه وآله يمجد ابنته فاطمة ويسميها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة [1] ، ثم يرزقه الله منها سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام ، فترى رسول الله صلى الله عليه وآله يذهب ويبات عند فاطمة ساهرا على تربية أحفاده ، ويقول : ولداي هذان ريحانتي من هذه الأمة ، ويحملهما على كتفيه فتزداد بذلك عائشة غيرة لأنها عقيم . ثم ازدادت الغيرة أكثر عندما شملت زوج فاطمة أبا الحسنين ، لا لشئ إلا لحب الرسول صلى الله عليه وآله إياه وتقديمه على أبيها في كل المواقف ، فلا شك أنها كانت تعيش الأحداث ، وترى ابن أبي طالب يفوز في كل مرة على أبيها ويمضي بحب الرسول صلى الله عليه وآله له وتفضيله وتقديمه على من سواه ، فقد عرفت أن أباها رجع مهزوما في غزوة خيبر ومن معه من الجيوش وأن رسول الله صلى الله عليه وآله تألم لذلك وقال : لأعطين غدا الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا ليس فرارا .