نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 108
رسول الله صلى الله عليه وآله تغيرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي ، وقال : لا والله ما أبدلني الله خيرا منها ، فقد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء . وليس هناك شك أن رد الرسول صلى الله عليه وآله يبطل دعوى من يقول بأن عائشة هي أحب وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه وآله ، وأكيد أيضا أن عائشة ازدادت غيرة وكرها لخديجة عندما قرعها رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا التوبيخ وأعلمها بأن ربه لم يبدله خيرا من خديجة ، ومرة أخرى يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه لا يميل مع الهوى ولا يحب الجمال والبكارة ، لأن خديجة عليها السلام - ونقول ذلك مسايرة لأقوال القوم - تزوجت قبله مرتين وكانت تكبره بخمسة عشرة عاما ، ومع ذلك فهو يحبها ولا ينثني عن ذكرها ، وهذا لعمري هو خلق النبي صلى الله عليه وآله الذي يحب في الله ويبغض في الله . وهناك فرق كبير بين هذه الرواية الحقيقية وتلك المزيفة التي تدعي بأن الرسول يميل إلى عائشة حتى بعثن نساؤه إليه ينشدنه العدل في ابنة أبي قحافة . وهل لنا أن نسأل أم المؤمنين عائشة التي ما رأت يوما في حياتها السيدة خديجة ولا التقت بها كيف تقول عنها عجوز حمراء الشدقين ؟ وهل هذه هي أخلاق المؤمنة التي يحرم عليها أن تغتاب غيرها إذا كان حيا ؟ فما بالك بالميت الذي أفضى إلى ربه ، فما بالك إذا كانت ضحية الغيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله ، والتي ينزل جبرئيل في بيتها وبشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب ؟ .
108
نام کتاب : أخيرا أشرقت الروح نویسنده : لمياء حمادة جلد : 1 صفحه : 108