نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 93
عنوان ودعاء عهد الإله لإبراهيم ، وأورشاليم اختارها الله عاصمة لهذا الملك ، وعلى الجميع أن يخضعوا لهذه المملكة ولعاصمتها ، لأن التعبد لله لا ينفصل عن الدولة وعاصمتها ، وإذا كانت الدولة قد اندثرت على أيدي الغزاة ، فإنها عندما اندثرت من على الأرض ولدت من جديد داخل صدور بني إسرائيل ، وعليهم أن يعملوا لبسط نفوذ الدولة وفقا لنظرية تفوقهم على البشر وانفراديتهم عن الناس ، حتى يأتي ابن داوود أمير السلام آخر الزمان . فهو وحده المسيح الذي سيعيد المجد لإسرائيل على أرض الواقع ، وعلى الجميع أن يخضع من اليوم لمملكته الأزلية ولعاصمتها أورشاليم . وهكذا جعلوا الكرامة الإلهية سهلة التناول ، وزعموا أن هذه الكرامة وضعت على عاتق العنصر العبري . أكرمهم الله بها إكراما مطلقا من غير شرط ولا قيد ، ولما كانت هذه الكرامة والسؤدد أمر جنسي خص بني إسرائيل ، جعلوا الانتساب الإسرائيلي مادة الشرف وعنصر السؤدد . والمنتسب إلى إسرائيل له التقدم المطلق على غيره ، لأن هذه الروح الباغية إذا دبت في قالب قوم . بعثتهم إلى إفساد الأرض وإماتة روح الإنسانية وآثارها الحاكمة في الجامعة البشرية ، بينت الرسالة الخاتمة على نبيها الصلاة والسلام . أن الكرامة الإلهية ليست بذاك المبتذل السهل التناول . يحسبها كل محتال أو مختال كرامة جنسية أو قومية . بل يشترط في نيلها الوفاء بعهد الله وميثاقه والتقوى في الدين ، فإذا تمت الشرائط حصلت الكرامة . وهي المحبة والولاية الإلهية التي لا تعدوا عباده المتقين ، وأثرها النصرة الإلهية والحياة السعيدة التي تعمر الدنيا وتصلح بال أهلها وترفع درجات الآخرة ، وبالجملة : إن الله تعالى لا يصطفي أحدا بالاستخلاف اصطفاءا جزافا . ولا يكرم أحدا إكراما مطلقا من غير شرط ولا قيد ، والاستخلاف تحت سقف الامتحان والابتلاء يخضع لسنة الله الحاكمة . ومنها النقل والإقالة ، ولا يخص الله
93
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 93